هل تساءلت يوماً كيف يمكن لرئيس تنفيذي لواحدة من أكبر شركات الإتصالات في العالم العربي أن يقضي وقته خلال كأس العالم وما علاقته بالرياضة؟
هل سيكون مهتماً بالأمور الكروية ويتابع ميسي وروبن وغيرهم أم أن مشاغله ستجعله بعيداً عن هذا العرس الكروي العالمي؟
عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة دو للاتصالات منذ تأسيسها عام 2006، سبق له العمل 8 سنوات مديراً لشركة موبينيل في مصر حيث ساعد على تأسيسها عام 1998، تم اختياره عام 2010 ضمن أكثر الرؤساء التنفيذيين تأثيراً في مجال الاتصالات في العالم حسب مجلة جلوبال تيليكوم بيزنس.
الرياضة وعثمان سلطان:
بداية الحوار كانت عن علاقة عثمان سلطان بالرياضة، ليكون الجواب واضحاً صريحاً بالقول "بسبب منصبي ومسؤولياتي، لا تتخطى علاقتي بالرياضة التمارين البدنية للحفاظ على صحتي ورغم ذلك فإنني مقصر في هذا المجال، لكن أثناء مراهقتي، كنت أكثر نشاطاً وعلاقة بالرياضة، فلعبت كرة القدم وكرة السلة والسباحة وكرة الماء، ولكنني لم أتمنى في حياتي أن أكون لاعباً محترفاً"
وكشف عثمان عن أن عائلته شغوفة بالرياضة كاشفاً عن تنافس لطيف في البيت بينه وبين زوجته المصرية الأصل قائلاً "هي تشجع الزمالك، وأنا أتعاطف مع الأهلي، لكنني لا أحب كشف هذا علانية".
وبالنسبة لباقي أفراد الأسرة "لدي 4 أبناء ذكور وبنت واحدة لا تهتم كثيراً بالرياضة، الذكور منهم ثلاثة شغوفون جداً بكرة القدم، فؤاد ابني الأكبر مشجع دائم لسان جيرمان وهو مستقر في فرنسا وعمره 25 عاماً، ولدي طفل عمره 15 سنة يعشق كرة السلة أكثر، وكلهم كانوا يشجعون المنتخب الفرنسي في كأس العالم، لكن للأسف لم يستطع الفرنسيون الفوز باللقب، ثم انتقلنا إلى تشجيع البرازيل التي خرجت بدورها أمام المانيا، حيث أن تشجيع السامبا عرف لبناني".
وخلال مونديال كأس العالم، كان ضيفنا وأفراد أسرته متابعين لكل المباريات، وكشف لنا عن قضائهم أوقات جميلة في إحدى الخيمات، حيث كان يذهب مع أبنائه وأصدقائهم لمشاهدة ليالي المونديال.
عثمان وكأس العالم:
ذاكرة عثمان سلطان الرياضية غنية جداً، وروى لنا قصة من نهائي 1970 قائلاً "لا أستطيع نسيان نهائي كأس العالم 1970، في تلك البطولة كانت الأرجنتين تواجه ايطاليا والفائز منهما سيحتفظ بالكأس لأن الاثنين يستطيعان الفوز باللقب الثالث، يومها كنا في بيت جدي رحمه الله، فتفاجأنا بزيارة من بعض الضيوف،وفي تلك الأيام كان كل لبنان يشجع البرازيل".
وأضاف: "الوالد كان مع الضيوف وعينه على المباراة، وما زلت أذكر هدف بيليه برأسه، تلك اللحظة كانت كل شوارع لبنان تحتفل بانتصار البرازيل.. ومن ذلك اليوم والبرازيل في قلبي، قبل أن أسافر إلى فرنسا لأعيش هناك فبات القلب معهم أيضاً".
هدف بيليه بالرأس في شباك ايطاليا من الذكريات الجميلة، لكن هناك هدف يبقى خالداً أكثر في في ذاكرة الرئيس التنفذي لشركة دو، والذي كشف عنه قائلاً "بالنسبة لي يبقى هدف زين الدين زيدان بالرأس هو الهدف الخالد أمام البرازيل في نهائي 1998"
ثم التفت إلى الجزائر قائلاً "قدمت الجزائر كرة جميلة جداً، لعبوا بشكل رائع أمام المانيا وبطريقة جميلة في كل البطولة، لكن المانيا تفوقت عليهم وعلى فرنسا بسبب الدقة في التمريرات، فهي دقة خارجة من صناعة المانية واضحة".
وأضاف "حرام لم يتأهلوا، كان لديهم فرص لتحقيقها، هم منتخب عربي وواجبنا دوماً تشجيعهم وتشجيع أي فريق عربي في محفل عالمي"
ذكريات بيليه ما زالت عالقة في قلبه، والتقت هذه الذكريات مع الهوايات كاشفاً لنا حكاية قلم اشتراه مؤخراً "أنا من هواة جمع الأقلام، إحدى شركات الأقلام أنتجت قلماً اسمه بيليه بمناسبة كأس العالم، هذا القلم نسخة محدودة، فأردت إهداء أبنائي الصغار قلمين، وكان هناك قلمان في العالم يحملان رقم 10، أحد أبنائي طلب الرقم 10 ليبحث المتجر في دبي حول العالم ويجد القلمين، وهما سيكونان هدية بمناسبة هذا المونديال".
صورة الأقلام:[rtl] [/rtl]
[url=http://img.kooora.com/?i=Awaad4/unnamed (6).jpg][/url]
اللاعب المفضل ...سواريز:
عندما تسأل رئيساً تنفيذياً عن أفضل لاعب بالنسبة له، تتوقع أن يكون الجواب ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو لقلة متابعته، لكن عثمان سلطان كشف عن متابعة كروية عميقة عندما كشف لنا عن لاعبه المفضل موضحاً "لدي فضول قوي تجاه لويس سواريز، أعشق طريقة لعبه رغم تشجيعي لمانشستر سيتي، حتى عضته لم أخذها على أنها عدوانية، أعتبره كطفل يقاتل بحماس من أجل ما يريده، هو يلفت انتباهي كثيراً بهذه الروح إضافة إلى مستواه في كرة القدم طبعاً، ولا يمكنني أن أنسى الزخم الرائع الذي يقدمه آرين روبن في الملعب، لاعب يجري بلا توقف".
أفضل لاعب سؤال يقتضي سؤالاً مباشراً بعده يتعلق بالفريق الذي يشجعه الشخص، ولم يتردد عثمان سلطان بوضعنا في الصورة قائلاً "في الدوري الإنجليزي أشجع مانشستر سيتي، وفي الفرنسي متعاطف مع باريس سان جيرمان، لكن في الاسباني كنت أشجع ريال مدريد بسبب زين الدين زيدان، وبعد رحيله لم تعد لي علاقة بهذا الدوري".
من دون أهلي وزمالك .. كرة القدم ناقصة:
عثمان سلطان تنقل في بلاد عديدة، وكان من الجميل أن نعرف رؤيته للاختلافات بين المشجعين حول العالم، وعن أكثر شيء جذبه في كرة القدم مع هذه الثقافات المختلفة.
الجواب جاء مخالفاً للتوقعات، فالتشجيع الحقيقي وجده في مصر أثناء فترة حياته هناك، فأوضح "عشت فترة في مصر، وإن لم تشجع أهلي أو زمالك فإن هناك شيئاً ينقصك في تجربة التشجيع الكروي"
وأضاف " أميل إلى الأهلي مع اعترافي بأن الفريقين كبيران، وهذا الاختلاف البريء مع زوجتي الزملكاوية بالتشجيع شيء من جمال كرة القدم".
قصة تؤكد .. الأبوة تنتصر على التشجيع:
ذهب أبناء عثمان لمشاهدة مباراة ليفربول وتشلسي الحاسمة في نهاية الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي، سليم وجاد (12 و10 سنوات على الترتيب) توجها إلى الأنفيلد في ليفربول، وكلهم أمل بأن ينجح لويس سواريز وستيفن جيرارد بتحقيق الانتصار والمضي نحو اللقب.
تلك المناسبة بدأت جميلة، لكنها انتهت حزينة ليس فقط لجاد وسليم، بل لكل من يشجع ليفربول في العالم، ومنهم أسطورة الفريق ستيفن جيرارد الذي تسبب بالخسارة.
ضيفنا يشجع مانشستر سيتي، وأطفاله يشجعان ليفربول، في الموسم الماضي كان اللقب محصوراً بين المان سيتي والريدز، وبقي الأخير متصدراً السباق، حتى جاءت زحلقة جيرارد فخسر اللقب بسبب الخسارة مع تشلسي 0-2.
عثمان سلطان مشجع المان سيتي قال عن تلك الحادثة "للأسف فاز تشلسي، رغم أن الأمر لمصلحة فريقي الذي أشجعه، لكنني شعرت بالحزن".
وأضاف "تلك المباراة الأولى التي يتواجدوا فيها في ليفربول لمشاهدة فريقهم في الملعب، لقد حزنت لخيبة الأمل هذه".
صورة لأطفال عثمان مع أصدقائهم أثناء مشاهدة كأس العالم:
دو والرياضة وكأس العالم:
اعترف عثمان سلطان بأن الأسعار المفروضة على المشاهدين بغض النظر عن وسيلة المشاهدة محكومة دوماً من قبل الشركة المالكة للحقوق، فقال "نحن لا نستطيع أن نساعد بأي شيء تجاه هذه المسألة، فشركات البث التلفزيوني والمالكة للحقوق هي من تتحكم بالاسعار، نحن لا نسعى للربح في هذا المجال، فنحن نعتبر توفير الخدمة للمشترك نوع من إسعاده، لكن الأسعار ليست تحت سيطرتنا، وكل شيء مفروض علينا في هذا المجال، وهذا من أوجه تحول كرة القدم إلى تجارة واضحة".
شركة دو كانت فأل خير للمنتخب الإماراتي، حيث رعت الشركة بطولة الخليج عام 2007، ليفوز بها الأبيض الإماراتي لأول مرة في تاريخه، وعن تلك اللحظة يقول عثمان "تلك لحظة لا تنسى، كانت جميلة وسعيدة لجميع الحاضرين".
كما أكد الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر شركات الإمارات العربية المتحدة، بأن الموظفين لم يتأثروا من حيث أوقات الدوام والتزامهم بالعمل، كما أكد أن كأس العالم لم تؤثر كذلك على نمط المراجعين.
رسالة أخيرة:
من باب خبرته ونظرته المختلفة لعالم الرياضة، طلبنا من ضيفنا توجيه رسالة بخصوص الرياضة ليقول "الرياضة شيء جميل لأنها تتعلق بالصحة، فالبدن السليم هو أساس كل شيء، وبسبب هذا فإننا في شركة دو أعلنا حملة رعاية صحية ولياقة بدنية، وبناء على هذه المعايير يتم تحديد المكافآت نهاية السنة، وهي شاملة لكل الموظفين من رئيس مجلس الإدارة إلى باقي الموظفين".
وأضاف "الرياضة تؤكد أن المجموعة هي الأهم، والفريق المتجانس ينجح بالانتصار، وروح الفريق هي الأساس دوماً، بل هي الآن ضمانة للابتعاد عن المخاطر والبقاء على الطريق السليم".
عثمان سلطان يرفض تماماً أن تتحول الرياضة إلى قاعدة متسببة بالعنف، وقال"أرفض تماماً أن تكرر كرة القدم كارثة مثل كارثة هيزل التي سبقت مباراة يوفنتوس وليفربول، أذكر وقتها أنني بكيت حزناً على الضحايا"
ويضيف "الحماس جميل لكن يجب أن يبقى حماساً فقط، ماذا تقول لأم فقدت ابنها بسبب كرة القدم؟، أي فكرة تتحمس لها وتتحول إلى العنف يجب رفضها بشكل مطلق".