"إلى أرواح الشهداء، وإرادات المناضلين"
تريدين موتى لأحيا كريما
وأنتِ إرادة عيشي
إذا حان وقت الرحيلْ
تريدين نزف شرايين قلبي
فهل بدمائي أردتِ
على الحب منى دليلْ
تريدين روحي وقلبي
تريدين آهات جسمي القتيلْ
لك الأمر من قبلُ..
من بعدُ
ما شئتِ .. لا ما تشاء الفلولْ
تقدستِ في كل عينٍ
تنزهتِ..
أين الشبيه؟ وأين المثيلْ؟
فطوبى لمن مزقته الرصاصاتُ..
في حب من ترتوى بالدماء
وطوبى لمن قاوم الداعرين
ولم يرض عيشا مهينا ذليلْ
وطوبى لمن رفضوا انبطاحا
يريدون حقا
ولا يرتضون بديلْ
هو الليلُ..
يمضى بطئ الخطى لا يبالى
ويبدو طويلْ
ولكنهُ..
سوف ينفكُ.. يندكُ.. يوما
بصبحٍ جميلْ
هو الحرُ..
يبغى كفاحا مجيدا
ويجتث سم الأفاعي اللواتي
تدافعن..
من كل وغدٍ عميلْ
تباركتَ..
يا حرُ في وقت كل صلاةٍ
وفي كل تنهيدةٍ للعذارى
وفى كل ترنيمةٍ للحيارى
وفى كل تغريدةٍ للطيور
وفي دمع صبٍ
وقلبٍ عليلْ
تباركتَ..
وقت احتدام المسافات..
عند اشتداد الجراحات..
حين انتصبتَ بعزم الرجال
أمام الجنود الذين
يلوكون لحمكَ..
ما قلتَ شيئا سوى..
أنّ حسبك ربك..
نعم الحسيب ، ونعم الوكيلْ
تباركتَ..
وسط انطلاق الرصاص
ووسط دخَان القنابلْ
تباركتَ إن قيدتك السلاسلْ
فأنتَ الجسور
وأنتَ النبيلْ
ونسل النبيين موسى وهارون
في أرض مصر التي
تمتطيها الفراعين جيلا فجيلْ
وأنتَ تسطر سطرا مضيئا
يغنيه شعبٌ
ويرضاه نيلْ