لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح.
«المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية.
لا يختلف اثنان في كون الدولي السابق رضوان العلالي يعتبر واحدا من أفضل لاعبي خط الوسط الذين أنجبتهم كرة القدم الوطنية بالنظر إلى ما كان يتوفر عليه من مؤهلات تقنية كبيرة، وهو ما زكاه رفقة فريقه الوداد البيضاوي، والذي نجح رفقته في سحب البساط من تحت أقدام العديد من اللاعبين.
العلالي الذي ارتبط اسمه بالوداد لمدة 17 سنة أبى إلا أن يكرس هذا الارتباط الوجداني حتى بعد مغادرته للقلعة الحمراء، ذلك أنه سنة 2001 حينما كان لاعبا في صفوف فريق أولمبيك أسفي فضل الهروب ليلة المباراة تفاديا لمواجهة رفاق الأمس، وأضاف» كنا نستعد لمواجهة الوداد وطلب مني مدربي وقتها عزيز العامري التركيز بشكل كبير على المواجهة غير أنه ليلة المباراة غادرت المعسكر وقدت في اليوم الموالي «سربة» مسفيوية في « التبوريدة» بدلا من أن أقود فريق أولمبيك أسفي أمام فريقي السابق الوداد في مباراة لكرة القدم».
وتابع قائلا» لم أستطع مواجهة الوداد وقتها وكان الخيار الذي اهتديت إليه هو مغادرة التجمع، وبعدها تفهم مسؤولو الفريق الوضع خصوصا الرئيس أحمد غيبي الذي يعشق الوداد كثيرا، وهو الشيء ذاته بالنسبة للمدرب عزيز العامري الذي تربطني به علاقة كبيرة».
وأوضح العلالي أنه يحتفظ للعامري بأشياء جميلة بينها الشهادة التي قال إن مدرب المغرب التطواني الحالي قالها في حقه، ومضى قائلا» لقد قال لي بعد تعاقدي مع أولمبيك أسفي أنه كان يحلم يوما بتدريبي وهذه شهادة من مدرب كبير أعتز بها كثيرا، العامري من لا يعرفه عن قرب يمكن أن يخطأ في حقه، لكن وللأمانة فالرجل يتمتع بالعديد من الخصال الجيدة «.
وتابع العلالي» هناك العديد من الشهادات التي أعتز بها كتلك التي مدحني فيها الدولي السابق مصطفى حجي، وهو الشيء ذاته بالنسبة للمدرب الحالي للمنتخب الوطني بادو الزاكي، هي شهادات تشعرني بالكثير من الفخر والاعتزاز لأنها صادرة من أناس يعرفون الكرة جيدا وخبروها سواء كلاعبين أو مدربين».
العلالي قال إن الشهادات في حقه لم تقف عند هذا الحد، وأضاف قائلا «المدرب الحالي للوداد طوشاك امتدحني وقال فور التحاقه بالوداد إنه يحفظ ذكريات جميلة وإنه كانت تروقه كثيرا طريقة لعبي والمستوى الذي كنت أظهر به «.
وشدد العلالي على كون مثل هذه الوقائع هي التي تقوي الصلة بكرة القدم وتجعلك تحافظ على العلاقة المتميزة معها، وأضاف» الأضواء تسلط بشكل كبير على اللاعبين إبان الممارسة وأثناء فترة التوهج غير أن مثل هذه الشهادات والاعترافات من أناس يعتبرون أصحاب الاختصاص تثلج الصدر وتجعلك لا تندم يوما على اختيارك كرة القدم كمهنة».
العلالي، ورغم اعتزاله اللعب، ظل محافظا على علاقته بالمستديرة، وهو ما يكرسه من خلال المشاركة في العديد من المباراة سواء التضامنية أو الاستعراضية، كما أنه يعتبر صديق الصحافيين الرياضيين، وكان خلال الكثير من المناسبات عنصرا بارزا في منتخبهم.
يحرص العلالي، كما هو الشأن بالنسبة لمجموعة من الدوليين السابقين بينهم عمر النجاري، على اصطحاب ابنه شمس الدين خلال سفرياته من أجل المشاركة في المباريات الاستعراضية وذلك رغبة منه في مضاعفة حبه للكرة، وهو ما يزكيه قبوله، ودونما أدنى تردد، للمشاركة في المباراة التكريمية بمدينة العرائش للاعب السابق سعيد بوحران يوم 19 يوليوز الجاري من تنظيم فريق جوهرة نجم العرائش بالملعب البلدي للمدينة.
