إني أنجبت بنتين معوقتين وهما أختان من الأب والأم، البنت الأولى عمرها ثلاث عشرة سنة، وهي تسمع وترى لكنها لا تعرف أن تتكلم أو أن تنطق اسمها، ولا تعرف حتى الليل من النهار، ودرست ست سنوات في المعهد الفكري في جدة ولم تستفد شيئاً، ولا حتى حرفاً واحداً من القرآن
إذا كانت تعقل بالإشارة فعلموها بالإشارة كيف تصلي، وكيف تتطهر، وإذا كانت لا عقل لها فالحرج منتفٍ حينئذ ولا تكليف عليها حينئذ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المعتوه حتى يفيق)، فهي الآن بين أمرين: إما أن تكون تعقل فعلموها ولو بالإشارة كيف تصلي كيف تتوضأ كيف تستنجي، علموها، فإذا تعلمت كفى، والحمد لله، وهي تصلي بقلبها ولو لم تنطق، فاتقوا الله ما استطعتم، وأحسنوا إليها وأبشروا بالخير، وارحموها يرحمكم الله، أما إن كانت لا تعقل ولا تفهم الإشارة ولا تستفيد فليس عليكم شيء، والتكليف عنها مرفوع كالمجنون ونحوه، نسأل الله السلامة.