* الداخلية قررت إزالة ملصق "الصلاة على النبي" وتغرم قائد السيارة 30 جنيها
* الأوقاف تعتزم منع أي ملصقات دينية داخل المساجد
كل يوم يمضي يكشف عن محاولات السلطة الانقلابية في تغييب ومحو الهوية الإسلامية بزعم مواجهة الإرهاب والفتنة الطائفية، ولعل تصريحات للشيخ محمد عبد الرازق -وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد –بـ"أن الوزارة تعتزم منع وجود أي ملصقات دينية أو غيرها في المساجد، سواءً كانت بالإيجاب أو بالسلب، حتى يتم تبرئة ساحة المسجد من كل هذه الملصقات، من أجل ألا يلتفت المصلي يمينًا أو يسارًا" خير دليل على ذلك.
ملصق الصلاة على النبي
وقبلها بأيام قليلة جن جنون داخلية الانقلاب بعد الانتشار الواسع لملصق "هل صليت على النبي اليوم؟" في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق في الشارع المصري فتجده أينما ذهبت على السيارات وعلى الحوائط وفي المكاتب والمحلات وفي كل مكان، فأعلنت اعتزامها إزالة الملصقات الموجودة على السيارات والتي تحث فيها المواطنين على الصلاة على النبي والاستغفار وغيرها من الأقوال. بررت الداخلية موقفها هذا بأن هذه الملصقات من شأنها أن تثير الفتنة بين طوائف الشعب، وأكدت أنها ستتخذ إجراءات فورية لتعقب ناشريه وإزالته تماما، ومعاقبة كل من يقوم بنشره بغرامة فورية 30 جنيها.
الأغرب من هذا الحملات الشرسة التي لقيها هذا الملصق من مؤيدي الانقلاب، والمثير للدهشة موقف وزارة الأوقاف المريب –التي من المفترض أن تقوم بدورها الدعوى- حيث صرح محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بحكومة الانقلاب، بأن الصلاة على النبي أمر مهم ومطلوب، لكن لكل شيء مقامه ومكانه، موضحًا العمل له مكانه، والعبادة لها مكانها.
واقرأ أيضًا:
وصفي أبو زيد: ملصق "الصلاة على النبي" مخطط لصرفنا عن التصدي للانقلاب
وأضاف، أنه لا يرى أي مبرر واضح من هذه الحملة، ولا يعرف من يقف وراءها، قائلًا: "لا أستحسن هذا الحملة، وأرى أنها مريبة وعمل شيطاني، وخاصة أنها صادرة من أناس غير معروفين". وأشار مختار إلى أن الحملات التي تظهر بهذا الشكل غير الطبيعي، عادة ما يكون وراءها شيء غير طبيعي، قائلًا: "هذه الحملات التي تظهر بهذا الشكل المفاجئ، يكون وراءها أهداف خبيثة وغير حميدة".
ولم يقتصر الهجوم على وزارة الأوقاف وحدها؛ فها هو شيخ السلطة سعد الدين الهلالي -أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر- يصف انتشار ذلك الملصق بأنها تجارة دينية بالسياسة تستخدم الدين سلاحًا لفك المجتمع وتقسيمه طائفيًا، قائلًا: "هو دا اللي واجعك؟ مش واجعك زيارة المريض أو أني أعطف على الفقير، وهل أديت أنت عملك اليوم على الوجه الأكمل؟".
وأضاف "بتتكلم على الصلاة على النبي ولا عايز تستخدم سيدنا النبي من أجل تأجيج العاطفة زي الرسوم المُسيئة اللي عملنا من أجلها حروب ومقاطعة اقتصادية، واتضح أن من ورائها أغراض تجارية سياسية وليست لوجه الله". وتابع قائلا "هذه المُلصقة التي انتشرت بطريقة غير عادية تعطي دلالة على أن وراءها اتجاها هادفا إلى شيء سياسي ما تحت هذه المظلة، فيجب أن نبعد هذا الاتجاه المُتاجر بالدين"، مضيفا "اشمعنى الشعار دا، إيه اللي هيدخلني الجنة؟، قولي (لا إله إلا الله؟)، والصلاة على النبي لا هي سنة ولا هي فريضة".
شعار إرهابى
وعلى نهجه وصف مظهر شاهين -إمام مسجد عمر مكرم- ملصقات "هل صليت على النبي صلى الله عليه وسلم اليوم؟" بأنها شعارات إرهابية ترفعها جماعة الإخوان المسلمين التي تعبد الأوثان (!) واعتبرها إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم على حد زعمه، قائلا: قبل ما تتاجروا بالرسول، وقبل ما ترفعوا شعار الصلاة على النبي، تأسّوا بالرسول في أخلاقه.. إنما بهذا الشكل، أنتم تعبدون الإنسان، وتعبدون الأوثان في صورة الإنسان، أو في صورة شعاراتكم الإرهابية.
واقرأ أيضًا:
عضو التحالف: ما يفعله الانقلاب تغييب للهوية الإسلامية بزعم محاربة الإرهاب
وأضاف: "دا أنت بتسيء للنبي وبتتاجر بالنبي، وعايز تستثمر اسم النبي، وعايز تحول المعركة من خلاف سياسي إلى معركة بين الإسلام والكفر، دا على اعتبار أنكم أنتم المسلمين وغيركم الكفار، وإن الشرطة كافرة وإحنا كمان كفار، علشان بنمنعكم من الصلاة على النبي".
دعوى تكفير
ولم يقف الهجوم عند حد وصف الحملة بالعمل الخبيث والمثير للفتنة بل تطور الأمر إلى مناشدة الكاتبة فاطمة ناعوت المواطنين برفع دعوى تكفيرية ضد من يقول "هل صليت على النبي اليوم"، قائلة في تغريدة لها على «تويتر»: عزيزي المسلم، إن سألك أحدهم: "هل صليتَ على النبي اليوم؟" ارفع ضده دعوى تكفير، لأنه ينزع عنك إسلامك، ويفترض أنك تارك ركنين أساسيين من أركان الإسلام الشهادة والصلاة.
ذاك الهجوم الشرس والحملة التي تقودها حكومة الانقلاب وأبواقها الإعلامية يجعلنا نشكك في طبيعة هذه الحملة هل هي حملة مخابراتية الغرض منها إلهاء الناس حتى تمنح وقتا لقادة الانقلاب للعمل أم أن تطورها بهذا الشكل كان نتاج طبيعي على ما اتخذته وزارة الداخلية من إجراءات وشعور المواطنين أنها حرب على الإسلام ، كل هذا توضحه "بوابة الحرية والعدالة" في تحقيقها.