تألق جيمس رودريجيز بشكل ملفت في كأس العالم 2014، فهو يتصدر سباق الهدافين حتى الآن، وأدى بامتياز كاشفاً عن مهارة فطرية تبشر بلاعب من طينة الكبار حقاً، وتبرر مبلغ الـ 45 مليون يورو التي دفعها موناكو لأجله.
تألق اللاعب رقم 10 في منتخب كولومبيا جلب الاهتمام السريع له من عمالقة كرة القدم، فمانشستر يونايتد وريال مدريد ومانشستر سيتي باتوا يفكرون به، فهو رقم 10 وحسم التفوق على هدافين، ولاعب جماعي يساعد النجوم الذين حوله، وقادر على إيجاد الحلول في أصعب الأوقات.
رغم هذا الاهتمام المغري للاعب، فإن هناك عدة أسباب تدفع جميس للتفكير بالبقاء مع موناكو لموسم أخر على الأقل:
- الضغط الكبير الذي ينتظره:
لو انتقل جيمس رودريجيز في هذا الصيف فإن ضغطاً كبيراً ينتظره في الفريق الذي يأتي إليه، فالتغيير الآن وبعد تألق كأس العالم يجعل التوقعات كبيرة، وتأخره بإعطاء ما شاهده الناس في المونديال سيضعه في موقف صعب ويبدأ التشكيك به، ولكن تأجيل ذلك لموسم واحد، سيخفض من سقف التوقعات قليلاً.
- إكتساب خبرة البطل بعيداً عن التغطية المكثفة:
يستطيع رودريجيز أن يكتسب خبرة كونه بطلاً للفريق الموسم المقبل في موناكو، فجماهير فريقه ستنتظر منه أكثر وتطالبه بالحسم ولا تعتمد على فالكاو فقط في حال استمرار الأخير، دور البطل لم يلعبه جيمس خلال الموسم الماضي فالجميع كان يريد من النمر الكولومبي فالكاو كل شيء قبل إصابته.
الميزة بالبقاء تتمثل بأن موناكو يلعب بعيداً عن التغطية الإعلامية المكثفة لكل لقاء وكل دقيقة، هذا يجعل اللاعب الكولومبي يحصل على الخبرة كبطل بهدوء، وعندما ينتقل في الموسم المقبل إلى فريق بحجم ريال مدريد ومانشستر يونايتد سيعرف ما ينتظره.
- التعرف على دوري أبطال أوروبا:
عند شراء لاعب بسعر جيمس رودريجيز والتوقعات المحيطة به، فإن الفرق الكبرى لا تريد منه الفوز في مباريات الدوري المحلي وحسب، فلهذه المباريات نجوم موجودون أصلاً، لكنهم يجلبونه من أجل الفوز والمضي بعيداً في دوري أبطال أوروبا.
خبرة جيمس رودريجيز في دوري أبطال أوروبا حتى الآن هي 1014 دقيقة حصل عليها مع بورتو بعيداً عن الاهتمام الإعلامي وذلك خلال موسمين، وهو الآن يحتاج لكسب المزيد من الخبرة عندما يلعب مع فريق أقوى مثل موناكو وتحت اهتمام بقدراته، خبرة يحتاجها اللاعب بالتأكيد حتى لا يبدو تائهاً في دوري الأبطال مع فرق أكبر.
- الفرق التي تطلبه من غير المعلوم وضعها واستقرارها:
مانشستر يونايتد عاش موسماً سيئاً للغاية تحت قيادة ديفيد مويس، ورغم أن فان جال قدم نفسه بشكل رائع من جديد خلال كأس العالم وهو يقود المنتخب الهولندي، فإن استقرار النادي غير مضمون ولا نتائجه أيضاً.
على الصعيد الأخر، الانتقال إلى فريق فاز بلقب دوري أبطال أوروبا العاشر في مسيرته، وهي الكأس التي مثلت حلمه الممتد إلى 12 عاماً يعد أمراً محفوفاً بالمخاطر، خصوصاً أن طموح اللاعبين وردة فعلهم غير معروفة حتى الآن بعد تحقيقهم الهدف المنشود.
- خبرة اللاعب المحترف:
البقاء موسماً واحداً مع فريق ثم الرحيل عنه في حال وجود فرصة أفضل لا يبدو تجربة جيدة لجيمس، فالخبرة الاحترافية للاعب كرة القدم تأتي عند موازنته كل شيء، فلا بد من التفكير بالعرض الأفضل ومخاطر الانتقال وإيفاء بالوعد والاستقرار مع فريقه الحالي لفترة أطول.
فكل يوم في موناكو سيتعلم منه كلاعب محترف، فالخطأ في المسائل والأعراف الاحترافية مع فريق بحجم ريال مدريد أو مانشستر يونايتد لن تمر على خير، في حين أن الوضع في موناكو يبدو أقل خطورة.
وهنا على جيمس الاقتداء بإدين هازارد، فاللاعب صبر لموسم أخر مع ليل بعد الفوز باللقب رغم ضغوط الاهتمام الكبيرة، وأخذ وقته ليوازن بين العروض، فرفض ريال مدريد ومانشستر سيتي واختار تشيلسي، ليس لأن البلوز الأقوى بل لأنه الفريق الذي كان يعطيه ضمانة واضحة بلعبه أساسياً منذ البداية، مما يساعده على استمرار التطور.