بينما يعمل خير اجناد الارض كجنود مرتزقة في ليبيا مع قوات حفتر وفي السودان مع قوات سليفيا كير وفي ايلات مع قوات موشيه يعلون.
وبينما تحاصر غزة ـ المحاصرة أصلا ـ الجو الإسرائيلي وتجبر أكثر من أربعة وعشرين خط طيران علي إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب.
تقرا خبرا هكذا في صحف الانقلاب المصرية، حيث ذكرت صحفية الوطن في عددها الصادر بتاريخ 18/7/ 2014 الآتي:
وفى الوقت الذى أكد فيه محمد حجازي، مسؤول إدارة الحفلات فى دار الأسلحة والذخيرة، توفير الكعك للمواطنين للمرة الأولى وبأسعار مدعمة سيعلن عنها مع قرب نهاية شهر رمضان المجيد، أوضح العقيد أسامة، موظف مسؤول بدار الدفاع الجوي، أن معظم دور القوات المسلحة يتبعها محال تجارية تتعامل مع الجمهور المدني والعسكري طوال شهور السنة، مشيراً إلى أن دار قوات الدفاع الجوي تبيع الكعك والبسكويت والحلوى بصفة عامة كل عام في أحد منافذها في شارع النزهة بمصر الجديدة، وبأسعار تنافس بقوة الأسعار الباهظة في السوق. انتهي الخبر.
ويخرج علينا منتج جديد من دار الدفاع الجوي المصرية وهو عبارة عن كعك العيد بالبندق والمكسرات. في رسالة واضحة من المشير السيسي إلى قادة أمريكا وإسرائيل إنني أانا الرجل الوحيد الذي يستطيع تغيير عقيدة الجيش المصري وبعدة طرق.
فبعد فضيحة اغتصاب الطالبة ندي أشرف في مدرعة جيش، وبعد عدد لا يحصي من الجنود المقتولين في رفح والفرافرة وغيرها، من دون حساب، يقضي السيسي علي البقية الباقية من جيش أكتوبر بتحويله لمجموعة من البوتيكات المملوكة بالكامل لجنرالات الصف الأول من الجيش والتي لا يستفيد منها الشعب شيئا.
ففي رمضان الماضي، وبعد فضيحة مقتل 15 جنديا مصريا، أطاح الرئيس المنتخب "د. محمد مرسي" المتهم بالضعف في إدارة الدولة، براس أكبر رجلين في الجيش، وهما وزير الدفاع ـ آنذاك ـ المشير طنطاوي، ورئيس أركانه، رجل أمريكا القوي، سامي عنان. بينما يقف المشير "السيسي" الذي يصفه أتباعه بأنه الرجل القوي، عاجزا عن اتخاذ خطوة واحدة تجاه وزير دفاعه، بعد كارثة مقتل أكثر من 31 جنديا في الفرافرة علي حدود مصر مع ليبيا.
وإن كنت لا أتذكر اسم الفيلم، الذي قال فيه "فريد شوقي" ده بطيخ مولانا لازم كلنا نشتري بطيخ مولانا، فإنني أقول الآن وبعد أكثر من ستين عاما من حكم العسكر: ياليتنا تركنا مولانا ولم يحكم جنرالات الجيش الذين أبعدوا مولانا ليحكم ألف ديكتاتور منهم مع ملايين الجلادين. الا انني اتذكر جيدا صاحب مقولة سنصبح أضحوكة العالم، فها هي بشائرها تتضح: من كفتة اللواء عبد العاطي لعلاج الإيدز وفيروس سي، والتي تم الإعلان عن تاجيل تداولها، ستة شهور، في مؤتمر رسمي، بعد أن تم الإعلان عنها أصلا في وجود المشير عبدالفتاح السيسي، الذي استولى علي حكم البلاد فأهلك الحرث والنسل، ولوث الكعك والعيد والمساجد والشوارع والبيوت بدماء المصريين.
الشيء المثير للدهشة دائما هو الفارق الهائل في تعامل الإعلاميين مع القضايا نفسها في زمن د. مرسي وزمن السيسي، فمرسي الذي لم ترتفع أسعار السلع في عهده، بل رخصت، لم يسلم من ألسنة مذيعي التوك شو عندما تحدث عن رخص سعر كيلو المانجة، بينما ومع الارتفاع الهائل في أسعار كل شيء في مصر الآن يتحدث محترفو الخديعة عن القرار الشجاع الذي تأخر لأكثر من خمسين عاما برفع سعر المحروقات، حتي أنه بلغني أن أحدهم ألف كتابا يحمل اسم الفوائد الاربعين في رفع سعر البنزين.
رتب الكعك
لكن، وعلي عكس الإعلام الرسمي امتلات صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات الذكية الساخرة من عمل الجيش لكعك العيد بينما تشتعل حدودنا الشرقية بالحرب.
فقد علق عبدالله عاصم المخترع الصغير الموجود بأمريكا حاليا: "إسرائيل تتهم الجيش المصري باستخدم بيكنج باودر وفانيليا محرمة دولية".
بينما قالت الناشطة شيماء عكاشة في صفحتها: "واحد كتب على صفحته كيفية عمل الكعك بالملبن اتقبض عليه بتهمة إفشاء أسرار عسكرية"
والعديد والعديد من التعلقيات الساخرة.
وأمام ما أراه أمام عيني يوميا من مجازر في غزة، وما أراه من حصار الجيش المصري ـ صاحب إنجاز الكعك ـ في حصار شعب لا يجد دواء ولا غذاء ولا كهرباء، وما أسمعه عن القهر والانتهاكات والتعذيب الوحشي في سجون الجيش، وما أراه من سرقة هذا الجيش لأموال وكرامة الشعب المصري، وأخيرا ما أراه من تفريط هذا الجيش في دماء الجنود الزكية، لا يمكنني إلا أن اقضي هذا العيد بدون كعك، وأنصح الجميع بأن يحذو حذوي
فكعك السيسي بطعم الدم.
* عضو مؤسس لمنظمة فري أميركان إيجبشيان. A founding member of " Free American Egyptian Organization" , of New York and New Jersey.
Amourad978@aol.comالى الأعلى
المصدر: الجزيرة مباشر مصر