بِمَــاذَا كُـــــرِّم الْلَّه الْانْسَـــــان ؟๑♥๑
.•:*¨`*:•. بالعقــــــــــــــل .•:*¨`*:•.
.•:*¨`*:•.بــالإيمــــان .•:*¨`*:•.
كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان تكريماً بليغاً فقال تعالى :
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ } [الإسراء : 70] , وأول تكريم للإنسان أن خلقه الله سبحانه بيديه
واسكنه الأرض يعمرها بنواميس الله في الخلق ,
إن كرامات الله على الإنسان لا تعد ولا تحصى ولا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى
قال الله تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات
وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً } (سورة الإسراء 70)
وهل هناك تكريم لبني آدم أعظم من أن يعد لهم مقومات حياتهم قبل أن يخلقهم ؟
لقد رتب لهم الكون وخلق من أجلهم الأشياء ،
({ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً } (سورة البقرة 29)
إذن : فكل ما في الوجود مسخَر لكم من قبل أن توجدوا ؛
لأن خلق الله تعالى إما خادم أو مخدوم ، وأنت أيها الإنسان مخدوم من كل أجناس الكون
حتى من الملائكة ، ألم يقل الحق سبحانه وتعالى :
.(له معقِّبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } (سورة الرعد 11}
معقِبات : أي تعاقب الملائكة ليلاً ونهاراً يتتبعونه يحفظونه ويحصون أعماله
فالكون كله يدور من أجلك وفي خدمتك، يعطيك عطاء دائماً لا ينقطع دون سعي منك ،
لذلك نقول : كان من الواجب على العقل المجرد أن يقف وقفة تأمُل وتفكُر
ليصل إلى حل للغز الكون ، وليهتدي إلى أن له خالقاً مبدعاً ،
يكفي أن أنظر إلى آيات الله التي تخدمني ، وليس لي قدرة عليها ، وليست تحت سيطرتي ،
فالشمس والقمر والنجوم والأرض والهواء والملء والمطر والسحاب كلها تعطيني وتمدني
دون قدرة لي عليها ، أليس من الواجب عليك عدلاً أن تقول :
من الذي أعد لي كل هذه الأشياء التي ما ادَعاها احد لنفسه ؟
نضرب مثلاً بالرجل الذي انقطعت به السبل في الصحراء حتى أشرف على الهلاك ،
فإذا بمائدة معدة بأطايب الطعام والشراب ،
أليس حرياً به قبل أن تمتد يده إليها أن يفكر كيف أتته ؟
إذن : كان على الإنسان أن يعمل عقله وفكره في معطيات الكون التي تخدمه وتسخر من أجله ،
وهي لا تأتمر بأمره ولا تخضع لقدرته .
وقد اختلف العلماء في بيان أوجه التكريم في الإنسان ،
فمنهم من قال : كُرٍم بالعقل
وآخر قال : كُرٍم بالتمييز ،
وآخر قال : كُرٍم بالاختيار ،
ومنهم من قال : كُرٍم الإنسان بأنه يسير مرفوع القامة لا منحنياً إلى الأرض كالبهائم ،
ومنهم من يرى أنه كُرٍم بشكل الأصابع وتناسقها في شكل بديع يسمح له بالحركة السلسة في تناول الأشياء ،
ومنهم من يرى أنه كُرٍم بأن يأكل بيده لا بفمه كالحيوان .
وهكذا كان لكل واحد منهم ملحظ في التكريم
والصحيح الذي يُعوَّل عليه العقل
الذي هو عمدة التكليف ، وبه يُعرف الله ويُفهم كلامه ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله .
ولنا في مسألة التكريم هذه ملحظ كنت أود أن يلتفت إليه العلماء، ألا وهو
أن الحق سبحانه وتعالى خلق الكون كله بكلمة (كُنْ)
إلا آدم ، فقد خلقه بيده ونفخ فيه من روحه ،
قال تعالى : { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ( سورة ص 75)
وقال : { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } . (سورة الحجر 29)
فقمة الفضل والتكريم أن خلق الله تعالى أبانا آدم بيده ، فسبحان الله العظيم