بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " البقرة 183
ان شهر الصيام شهر النفحات الطيبة ومجاهدة النفس الضعيفة الجامحة عن الطريق القويم ..هذه النفس التي تتوق دائما الى الاغتراف من الشهوات وتنأى عن جادة الصواب..والانسان مجبول على الخطأ ولوقوع في المعصية والشرود عن الله واوامره واتيان نواهيه ..فليس العيب ان نخطئ ولكن من الخيبة بمكان ان نخطئ ونتأكد اننا على خطأ ونستمر في نفس المنوال بل من سلامة ايمان المرء ان يعود دائما الى ربه يرجوه الهداية والمغفرة وان ينير له البصيرة ويضئ له طريق الوصول الى رضى الله سبحانه التي هي اقصى المنى والطلب.
ولاشك ان شهر الصيام شهر مجاهدة النفس ومحاربة كل الاهواء وهي رياضة بدنية وروحية بحيث يتخلى الانسان عن مأكله ومشربه وشهواته من اجل التبتل بين يدي الله الخالق العليم
وهي فرصة لاختبار المرء لايمانه وقوته وانكساره امام الله الخالق والمبدع .
ويكفي ان نعلم ان الغاية من الخلق هي عبادة الله وحده سبحانه وافراده بالعبودية والعمل بأوامره وترك نواهيه وقد شرع لنا الله سبحانه العبادات الخمس التي من بينها الصيام ليس فقط مجرد ترك للطعام والشراب والشهوات انما هي تربية روحية وبدنية وبناءء للشخصية والتعود على الشجاعة والانتصار على الشيطان واهواء النفس الضعيفة..فترى المسلم في شهر رمضان يعود نفسه على مقومة الشهوات فيقيم الليل ويحافظ على اخلاقيات الاسلام من معاملة وكلمة والتفاتة ونشر الخير والتعاون والتأزر والاحساس بالفقير والمعدم
وشهر رمضان تطهير للجسم والروح والانغماس في اجواء روحانية جميلة تسمو بالنفس والروح وتتعالى على كل الماديات المحسوسة فتحس النفس انها قريبة من الله تتطهر من كل الاهواء والشرور وآفات النفس الخبيثة ..
لذلك ادعوك اخي واختي الى العودة الى الله في هذا الشهر المبارك والتحرر من كل الاهواء من حقد وكره وبخل وانانية وعداء للغير وتطهير النفس والسمو بها عن كل الصغائر من الافعال والاقوال..فرضى الله يكون الهدف والمنى والامل والفوز بالسعادة في الدنيا والاخرة..
ولنتسامح ونعفو ونتجاوز عن الغير مهما اخطأوا في حقنا وان ندعو الى الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وتكون لنا بصمة في هذه الحياة التي هي اقصر واصغر مما نتصور وان نتحرر من حب الدنيا والتعلق بها ونؤمن ان الحياة مرآة الاخرة وانها مكان زرع نحصد منه يوم الوقوف بين الله القوي المتين..قال سيدنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء" حديث رواه الترمذي
لذلك لنجعل شهر رمضان فرصة لانتباه من غفلتنا والعودة والتوبة الى الله وان نحاول استدراك مافاتنا من الصالحات ..ومن ظلم احدا ياتيه طالبا التسامح والعفو ومن تهاون في صلاته يعود لمداركة كل مافاته ومن اساء معاملة الجار يعود ليعترف باخطائه ويعود للصواب ومن زلت قدمه في الشهوات ورغبات الجسد ان يتحرر من عبودية الجسد الى رحاب الروح الوارفة الظلال ..
ويكفي ان شهر الصيام هو شهر القرأن ذلك الكتاب المنزل والمعجز الذي فيه كل سعادتنا وفوزنا في الدنيا والاخرة يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز" لو أنزلنا هذا القرأن على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون " الاسة 21.
الم يأن لنا ان تخشع قلوبنا ونعود الى الله ونتوب كما نحن فيه؟؟
اختكم في الله ..الرميصاء