لطالما كان اختيار "الرجل المخيب" معتمدا بالأساس على المستوى السلبي أو الأخطاء الفنية التي قد يرتكبها لاعب مؤثر في التشكيل ، غير أن مباراة نهائي كأس السوبر الألماني شهدت حدثاً مختلفاً نوعاً ما في هذا الصدد، كيف ذلك؟
خافي مارتينيز الذي ظهر بأداء هزيل في مباراة اليوم، حيث كاد يتسبب في هدف أول ضد مرماه، لم يكن فقط نقطة ضعف دفاعية في تشكيلة البافاري على مستوى تشتيت الكرة خارج منطقة العمليات ، بل ستكون الإصابة التي غادر على إثرها بعد نصف ساعة من اللعب بمثابة "كارثة" للبايرن الذي سيُطّر مدربه للتفكير في حل لتصحيح وضعية دفاعه، بعد تأكيد التقارير الصحفية أننا بصدد الحديث عن عن تمزق في الأربطة الصليبية للركبة.
وعلى العموم فإن خير الأسوء، لو كان ليشمل أكثر من لاعب ، لكان دفاع بايرن ميونخ بكامله الرجل المخيب لليوم ، وذلك بسبب الكم الهائل من المحاولات التي شهدناها خلال المباراة داخل منطقة عمليات نوير. مشاكل بايرن لم تفق عند هذا الحد، فإن رابط التناغم و الإنضباط كان غائباً تماماً عن خط وسطه ، مثلما غاب شفانشتايغر و تياجو ألكنترا تماماً .
ربما لحسن حظ "جوارديولا" فهي المباراة الأولى في الموسم لا أكثر ، ولذلك فهو أمام فرصة ذهبية لإعادة التفكيير في منطق تغييب دور الأظهرة الذي أشرع بوابة دافعه اليوم أمام أجنحة قوية من طينة : مخيتاريان و ،اللذين أجاد كلوب إعادة التصرف فيهما في إطارة عملية مبادلة المراكز بينت لجناح و المهامج الصريح بشكل دوري ، بالإضافة إلى مراجعة الخيارات الجاهزة في وسط الميدان. فلا يعقل أن يشكل غياب لاعب أو إثنين غياباً كاملاً لدفاعٍ متقدم يفتك الكرة و يعيد بناء الهجمات المعاكسة .
في المجمل لم تكن عودة "ماريو غوتزه" و "ليفاندوفسكي" بذلك السوء ، فدورتموند بدا متماسكاً رغم الغيابات من الجانبين ، و التي حرمتنا من مشاهدة مباراةٍ متكافئة يتأجل الحسم فيها إلى أخر الأنفاس كما تعودنا دوماً في هكذا مواجهات.