الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على
سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت
العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً,
وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه,
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك
الصالحين .
الدور الخطير الذي يقوم به فيتامين (د) :
أيها الأخوة الأكارم, يقوم فيتامين دال
بعملية الاستقلاب في الكبد والكليتين، ويساعد على امتصاص الكلس والفوسفور
من الأمعاء، وترتيبها وترسيبها في العظام .
لهذا الفيتامين دورٌ خطير في إفراز الأنسولين
من البنكرياس، ولهذا الفيتامين دورٌ خطير في نموِ خلايا النخاع الشوكي
العظمي، ولهذا الفيتامين دورٌ خطير في نمو الخلايا خلايا البشرة، الطبقة
العليا من الجلد، هذا معروفٌ عند الأطباء، ولا نضيف جديداً .
إليكم هذا الإصدار الجديد :
الجديد أيها الأخوة, أن أفضل وقتٍ للاستفادة
من أشعة الشمس برأي الأطباء وقت البزوغ، ووقت الغروب، من هنا كانت صلاة
الفجر، لها شأنٌ خطير في صحَّة الإنسان, لأن الشعوب التي لا تتعرض لأشعة
الشمس، وتنام نوماً مديداً، تصاب بلين العظام، وكساح العظام ، وأمر الله
عزوجل، ولو كان أمراً تعبدياً، ولو أنه عبادة، إلا أنه لا يمكن أن نُغفل
فيه النواحيّ الصحية، وقد يستنبطُ هذا المعنى من قوله تعالى:
﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ
كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ
الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ﴾
[سورة الكهف الآية: 17]
وقد يقول العلماء: ليس المهم أن تتعرض للأشعة
مباشرةً، بل إن الأشعة المنتثرة في هذين الوقتين، تفيد الجلد في تكوين
الفيتامين دال الذي يسهم في نموِ العظام، وفي عمل البنكرياس, وفي نموِ مخ
العظام، وخلايا البشرة .
النتيجة التي نستثمرها من خلال العلاقة بين الطب والدين :
أيها الأخوة الأكارم, ما من أمرٍ في الدين
إلا وله فوائدُ عظيمة، أسوق لكم على سبيل المثال: أن الذي يصلي، ويحني رأسه
في الركوع والسجود, في كل صلاةٍ خمس مراتٍ, في كل يوم، العلماء أجروا
تجربة، على أن الرأس إذا انخفض، احتقن الدم فيه، فازداد ضغط الشرايين، وإذا
رُفع الرأس فجأةً هبط الضغط فجأةً من ازدياد الضغط، ومن هبوطه ينشأ في
الأوعية الدموية ما يسمى بمرونة الأوعية، هذه المرونة لو أن ضغط الإنسان
ارتفع فجأةً إلى ثلاث وعشرين درجة زئبقية، هذه الأوعية المرنة تحتمل هذا
الضغط المرتفع، بينما إنسان لا يصلي، لو ارتفع ضغطه حتى الثمانية عشر درجة،
ربما تمزقت شرايين الدماغ، وأصيب بسكتةٍ دماغية, فهذه الصلاة من ركوعٍ
وسجودٍ حتى إن بعض أمراض الشقيقة، سببها ضعف تروية المخ بالدماء، وإن
السجود وحده هو الذي يزيد من تروية المخ بالدماء .
فيا أيها الأخوة الأكارم, الأوامر التي أمرنا
بها من عند خالقنا، من عند صانع الإنسان من عند العليم، من عند الخبير، فأن
يكون الإنسان يقظاً قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها, وأن يتعرض إلى هذه
الأشعة المفيدة، له عملٌ فيه مرضاةٌ لله عزَّ وجل, وفيه فائدةٌ للجسم، بل
إن أحدث اكتشاف في الطب أن حتى الأورام السرطانية، سببها ضعف جهاز المناعة،
وجهاز المناعة سببه الشدة النفسية، والتوحيد وحده يُعفي الإنسان من تلقي
هذه الشدائد، بإمكانك أن تصيح و تقول: الإيمان صحة، إنك إذا رأيت أن الله
وحده المتصرف، وأنه حكيمٌ، وأنه عليمٌ، وأنه رحيمٌ، وأنه قديرٌ، وحتى
المصائب وراء حكم بالغة، إذا أيقنت هذا، ورأيت يداً واحدة، ارتاحت نفسك،
فإذا ارتاحت نفسك، خفَّت عليها الشدة النفسية، قوي جهاز المناعة، لذلك ما
تعلمت العبيد أفضل من التوحيد, قال تعالى:
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾