شركة اورلاين

زائر
 
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Orliine
مؤسس اورلاين

Orliine


عدد المشاركات : 3849
جنسيتك : الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Jazaer10
الجنس - : ذكر
النقاط : 6984
التقييم : 22
تاريخ التسجيل : 15/07/2011
العمر : 29
الموقع : http://www.orliine.net

الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية   الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Emptyالأحد 7 سبتمبر 2014 - 19:25

بسم الله الرحمن الرحيم

الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد ..

فقد ابتُليت الأمة في هذا الزمان بقلب الحقائق ، وتزييف وتحريف الدين ، وابتٌليت بفتنة القتال بين المسلمين ، وفتنة التناحر والتنازع التي أتقن الأعداء إدارتها وفق ما يحقق مصالحهم في غياب شبه تام للوعي الإسلامي الذي يدير الصراع مع العدو الصليبي اليهودي المرتد ، فكم من اقتتال داخلي حصل بين الأمة لأتفه الأسباب وكأنها جاهلية داحس والغبراء ، وكم من تنافر وتباعد حصل بين المسلمين بسبب عناد البعض ، وتعصّب البعض ، وتصلّب البعض في منظرٍ يحكي قصة غياب التجرّد الكامل لله تعالى بتقديم حظوظ بعض الأنفس على حساب مستقبل الأمة !!

إن ما يحدث الآن هو تجييش لحرب صليبية جديدة وغزو قادم على الأمة الإسلامية تقوده حاملة لواء الصليب "أمريكا" ومِن خلفها بريطانيا الصليبية الخبيثة ، وفرنسا الصليبية الحاقدة ، والدنمارك الصليبية الشاتمة لرسولنا صلى الله عليه وسلم ، مع بعض الدول الصليبية الأخرى ، وجيش تركيا العلماني ، وهم يحاولون الآن جر بعض المسلمين ليكونوا كبش الفداء الحقيقي في هذه الحرب التي يريدون خوضها دون التضحية بأي جندي صليبي على الأرض ..

لقد نجح الأمريكان والرافضة في جر الأكراد الحمقى ليكونوا في طليعة من يُذبح في هذه الحرب القذرة ، ونجح الإيرانيون في قيادة قطعان الرافضة العراقيين العرب والباكستانيين والهنود والأفغان واللبنانيين والحساويين واليمنيين وغيرهم ليتقدموا الصفوف دفاعاً عن مراقدهم الشركية في النجف ، فهذه القرابين التي تذهب إلى تكريت ولا ترجع إلا جثثاً مشويّة أو مضروبة الرقاب هي في حقيقتها فئران تجارب للقوات الأمريكية والفارسية لدراسة تحركات الدولة الإسلامية وطرق صدها للهجمات ، والدولة كل مرة تفاجئهم بخطة جديدة مبتكرة تنقضّ بها على أرتالهم العسكرية فتصيّرها ركاماً لتضيع أرواح فئران الرافضة بلا فائدة غير نقلهم للمعدات والأسلحة إلى أماكن الدولة التي تغتنمها لتفتك بها بالرتل التالي ..

لقد أدرك الغرب والفرس ومرتدو العرب بأن الدولة الإسلامية أبعد ما تكون عن الروتينية ، وأن الخلافة التي أعلنتها الدولة يعتقد لوازمها كل المنتسبين إليها وكل من يناصرها ، ومعنى هذا أن جميع الحدود التي تفصل بين بلاد الإسلام هي تحت أقدامهم ، وأن جميع الحكومات التي تحكم بلاد المسلمين غير شرعية : يجب إزالتها وتحكيم شرع الله في بلاد الإسلام ، وأن دولة الإسلام ليس لها حدود ، بل ساحتها الأرض كلها ، وأن هذا الإعتقاد والإيمان الراسخ ليس إرجاءً بلا عمل ، بل هو واقع فعلي على الأرض ، فليس أمام النصارى واليهود والمرتدين إلا محاربة الدولة الإسلامية قبل أن يشتد ساعدها وتُرجع "الخلافة" إلى سابق عهدها ، الخلافة التي نسيها المسلمون ولم ينسها الكفار !!

كيف يقاتلون الدولة وجنود الرافضة والأكراد (العلمانيين) يفرّون من جنود الدولة في كل مواجهة لا يلوون على شيء !! كيف والدول العربية لا تأمن جنودها أن يفروا أو ينضموا للدولة الإسلامية !! الخطة التي أعلنها أوباما وصرّح بها هي أخطر خطة تفتّقت عنها عقول شياطينيهم حتى الآن ، وهي : "ضرب الدولة بأهل السنّة" ، وها هو وزير خارجية أمريكا حاملاً صليبهم الأكبر قادم إلى المنطقة العربية ليُشرف بنفسه على هذا الأمر الخطير ، ولا يظنن أحد بأنهم يقصدون جنود الدول العربية في مواجهة الدولة ، فهذه الجيوش أحقر من أن تواجه سريّة من المجاهدين ، وهذه الحكومات خائفة أشد الخوف من انتقام الدولة ، وإنما المقصود هنا : الجماعات المسلّحة عامة ، والمجاهدين خاصة .. هذه هي خطة أوباما الخبيثة في مواجهة الدولة الإسلامية ..

لقد استطاع الأعداء زرع الشقاق بين المجاهدين في سوريا ، والعجب كل العجب أنهم استطاعوا التفريق بين أصحاب النظرة الواحدة والمنهج الواحد والهدف الواحد ، فلم نكن نتخيل أن يكون هناك نزاع بين "قاعدة الجهاد" و"الدولة الإسلامية" في بداية الأمر ، وظننا الأمر لا يتعدى بعض الجماعات "السعودية" التمويل في سوريا ، فإذا بنا نفاجأ بأن المكر أكبر من ذلك بكثير ، وقد حذرنا المجاهدين مراراً وتكراراً من ألاعيب بعض المندسين ، ونصحناهم بوجوب التزام الوحدة والعمل المشترك والتصدّي للمكر والكيد الذي يهدف إلى التحريش بين المجاهدين ، وكنا نظن أن بعض قادة المجاهدين أعقل من أن يسقطوا في مستنقع الخلاف الذي حفره الأعداء ، خاصة وأن هذه الجحور حُفر مثلها للمجاهدين في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها ، فلا ندري كيف وصل الأمر إلى التراشق والتلاسن والإقتتال والفتنة العمياء رغم وضوح المكر والكيد !!

لما كانت أمريكا تحارب "قاعدة الجهاد" كنا نقول بأنها لا تحارب المجاهدين فحسب ، بل تحارب الإسلام ، ولما أعلنت مطالبتها بالشيخ أسامة – رحمه الله – كنا نقول بأن المقصود ليس أسامة ، وإنما الجهاد الأفغاني وجميع المجاهدين ، ولكن بعض قيادات المجاهدين – كسياف ورباني – لم يعقلوا حجم هذه المؤامرة ، ودخلوا كابل بجنودهم على ظهور الدبابات الأمريكية ، وأعلنوا النصر على إيمانهم وبقيّة إسلامهم لتركلهم أمريكا وتأتي بطباخ رئيساً لأفغانستان .. وعندما حاربت أمريكا "الدولة الإسلامية في العراق" قلنا لمن شارك في الحكومة الأمريكية من أهل السنة بأن الدور سيأتي عليكم ، ولما أقامت أمريكا "الصحوات" قلنا لقادتهم بأنكم كبش فداء للرافضة ، ولكن القوم أصموا آذانهم وأعمى الله أبصارهم فوقعوا فريسة غبائهم وجهلهم وبعدهم عن هدي ربهم إذ تولّوا النصارى والرافضة ضد المجاهدين فذاقوا وبال أمرهم وأخزاهم الله في الدنيا قبل الآخرة ، إلا من تاب ورجع ..

اليوم نرى المنطق ذاته ، والمكر ذاته ، والجديد أن الصليبون لن يدخلوا بجنودهم النصارى لأنهم تعلموا الدرس الذي جهله بعض من ينتسب للإسلام : فأهل الجهاد لا يقوم لهم أحد في ساحات القتال لأنهم يسترخصون أنفسهم ويبيعونها في سوق الإنغماس بثمن هو عندهم عظيم ، وطواغيت النصارى عندهم من يُسائلهم عن أبناءهم الذين يزجون بهم في حروب لا يعرفون حقيقتها ولا يُدركون مقاصدها ولا غاياتها ، أما من ينتسب إلى الإسلام من الجماعات المقاتلة – أو من جيوش – فهؤلاء لا قيمة لهم ولا وزن كالرافضة العرب ومرتزقة الأكراد الذين زج بهم الأمريكان والفرس في هذه الحرب الخاسرة ..

الكلام كله يدور حول إنشاء اتحاد جماعات مسلحة "سُنيّة" في سوريا والعراق لقتال الدولة الإسلامية ، مع وجود الأكراد ، ورافضة العرب الذين يفدون معممي الفرس بحياتهم في سبيل تحقيق غايات فارسية شعوبية بغيضة : فيذهب أحدهم ليموت في سبيل "العتبات المقدّسة" بعد أن أعطى الفارسي خمس ماله ، ثم يأتي هذا المعمم ليُجبر زوجته على المتعة ، فينكح هذه المرأة العربية ابنة القبيلة الفلانية : رافضي باكستاني أو هندي أو فارسي زيادة في النكاية بالعرب الذين دمروا دولة الأكاسرة وأنهوا تأريخ الفرس قبل أربعة عشر قرنا ، فالفرس يعتقدون بأن عرب العراق هم بقايا أبناء الصحابة الذين قضوا على دولتهم ، ولذلك يستميتون في استعبادهم وأخذ أموالهم وهتك أعراضه باسم الخمس والمتعة ..

إن أخشى ما نخشاه أن تقف بعض الجماعات المجاهدة في صف الحملة الصليبية ضد الدولة الإسلامية فتخسر جهادها ، وتخسر آخرتها ، وتخسر دنياها في سبيل تحقيق مصالح الصليبيين واليهود والرافضة والمرتدين ، وقد ظهرت بعض البوادر من بعض الجماعات المسلحة – ولا نقول المجاهدة - في سوريا تدعوا المجاهدين إلى وضع يدهم في يد النصارى والنصيرية والرافضة لقتال الدولة الإسلامية ، ولا يخفى على أي عالم أو طالب علم خطورة هذه الدعوة الكفرية التي تُخرج صاحبها من الملّة المحمّدية لتُصيّره مرتداً عن الدين كافراً بملّة إبراهيم منسلاً من شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ..

وهذه جملة من النصوص الشرعية وأقوال بعض أهل العلم في مثل هذه النازلة التي أسأل الله تعالى أن لا تزل فيها قدم مسلم مهما كان اختلافه وعداوته لأي جماعة مسلمة :
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (التوبة : 23) .. قال الطبري رحمه الله : "ومعنى ذلك : لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهراً وأنصاراً توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين ، وتدلونهم على عوراتهم ، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء ، يعني بذلك: فقد برىء من الله وبرىء الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر" (انتهى) ، فهذه الآية في الآباء والإخوان الذين هم أقرب الناس إلى الإنسان ، فكيف بالنصارى والرافضة واليهود والمرتدين الأباعد !!

وقال سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة : 51) .. قال الطبري رحمه الله في تفسيره : "ومن يتولّ اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم ، يقول : فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم ؛ فإنه لا يتولى متول أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض ، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه". (انتهى) ..

فتولي الكفار : نفاق وردة عن الدين والعياذ بالله ، قال تعالى : {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (النساء : 138-139) ، وقال تعالى ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا * إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء : 145) ، وهذا النفاق من مرض القلوب كما بين الله تعالى {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} (المائدة : 52) ، فإن كان هذا التأويل والتبرير مرفوض ، فمن باب أولى العداء والتحزّب وبغض المسلم ، فهما محرمان لذاتهما ، فهي ظلمات بعضها فوق بعض ..

إن أهل الإسلام عامة ، وأهل الجهاد خاصة : هم أولياء وإخوة في الدين إن خلُصت النيات وكان التجرّد لله : ** إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} ليس هذا فحسب ، بل يؤدون الواجب الذي عليهم في نصرة بعضهم البعض {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} ، فهذه هي العلاقة الحقيقية بين أهل الإسلام عامة ، وبين أهل الجهاد خاصة ، ومن ظن أنه يجوز له تغيير هذه العلاقة بناءً على اجتهاداته السقيمة فقد خالف كتاب الله عز وجل وادعى لنفسه علماً فوق علم الله تعالى ، والعياذ بالله {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (الجاثية : 18) ..

وهذه أقوال بعض أهل العلم في حكم من والى أعداء الله من النصارى واليهود أو أية ملّة من ملل الكفر ضد المسلمين ، والعياذ بالله :

قال ابن تيمية في اختياراته : "من جمز إلى معسكر التتر ، ولحق بهم : ارتد ، وحل ماله ودمه" ( نقله الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في الدرر السنية : ج8) قال الشيخ رشيد رضا في الحاشية : "وكذا كل من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم ، وهو صريح قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} (انتهى) .. والتتار في عهد ابن تيمية : ادعوا الإسلام ، وكان بعضهم يصلي ، ولكنهم لم يكونوا على الجادة ، وخلطوا بين الكفر والإيمان ، وحكموا بالياسق : دستورهم الكفري الذي وضعه لهم جنكيز خان ، فكيف بالنصارى واليهود والرافضة والنصيرية وأهل الردّة الذين يعلنون عداوتهم للإسلام ويقتلون المسلمين في كل مكان ..

سُئل أبا العباس بن زكري – في النوازل الصغرى - عن قبائل المغرب الأقصى امتزجت أمورهم مع النصارى وصارت بينهم محبة ، حتى إن المسلمين إذا أرادوا الغزو أخبر هؤلاء القبائل النصارى ، فلا يجدهم المسلمون إلا متحذرين ، وربما قاتلوا مع النصار ؟
فأجاب : "ما وصف به القوم المذكورون يوجب قتلهم كالكفار الذين تولوهم ، ومن يتول الكفار فهو منهم" (انتهى) ..

وعن الونشريسي في النوازل الكبرى : "وأما مقتحموا نقيضه [أي الجهاد] بمعاونة أوليائهم على المسلمين : إما بالنفوس وإما بالأموال ، فيصيرون حينئذ حربيين مع المشركين ، وحسبك من هذا مناقضة وضلالا" (انتهى) ..

وذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام : "الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}" (انتهى) .. وقال رحمه الله في "الرسائل الشخصية" : "إن الأدلة على كفر المسلم إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على المسلمين - ولو لم يشرك -ـ أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم المعتمدين" (انتهى) ..

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في الدرر (ج8) : "فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ، وأخبر أن من تولاهم من المؤمنين فهو منهم ، وهكذا حكم من تولى الكفار من المجوس وعباد الأوثان فهو منهم" (انتهى) ..
وقال ابن حزم في المحلى : "صح أن قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار ، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين" (انتهى) ..

وقال القرطبي في تفسيره : "أي من يعاضدهم ويناصرهم على المسلمين فحكمه حكمهم في الكفر والجزاء ، وهذا الحكم باق إلى يوم القيامة ، وهو قطع الموالاة بين المسلمين والكافرين" (انتهى) ..

قال سيد قطب – رحمه الله – في الظلال : "فإنه إذا كان اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض فإنه لا يتولاهم إلا من هو منهم . والفرد الذي يتولاهم من الصف المسلم ، يخلع نفسه من الصف ، ويخلع عن نفسه صفة هذا الصف "الإسلام" وينضم إلى الصف الآخر" (انتهى) ..

قال الشيخ عبد اللطيف في الدرر (ج8) : "فليتأمل من نصح نفسه هذه الآيات الكريمات [المجادلة : 22] وليبحث عما قاله المفسرون وأهل العلم في تأويلها وينظر ما وقع من أكثر الناس اليوم ، فإنه يتبين له - إن وفق وسدد - أنها تتناول من ترك جهادهم ، وسكت عن عيبهم ، وألقى إليهم السلم . فكيف بمن أعانهم أو جرّهم على بلاد أهل الإسلام أو أثنى عليهم ، أو فضّلهم بالعدل على أهل الإسلام واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم ، وأحب ظهورهم ، فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق" (انتهى) ..

قال ابن تيمية في الفتاوى (ج7) : "فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده ، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب ، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه .. ومثله قوله تعالى {لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} فإنه أخبر في تلك الآيات أن متوليهم لا يكون مؤمنا ، وأخبر هنا أن متوليهم هو منهم ، فالقرآن يصدق بعضه بعضاً" (انتهى) ..

قال الشيخ سليمان بن عبد الله في الدرر (ج8) : "فذكر تعالى أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه ، ثم أخبر أن سبب ذلك كون كثير منهم فاسقين ، ولم يفرق بين من خاف الدائرة ومن لم يخف ، وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين قبل ردتهم ، كثير منهم فاسقون ، فجرّ ذلك إلى موالاة الكفار والردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك" (انتهى) ..

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر (ج11) : "وله نواقض ومبطلات تنافي ذلك التوحيد : فمن أعظمها أمور ثلاثة : … الأمر الثالث : موالاة المشرك والركون إليه ونصرته وإعانته باليد أو اللسان أو المال ، كما قال تعالى {فلا تكونن ظهيرا للكافرين} ، وقال تعالى {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هو خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} ، فتأمل ما في هذه الآيات وما رتب الله سبحانه على هذا العمل من سخطه والخلود في عذابه وسلب الإيمان وغير ذلك" (انتهى) ..

قال الشيخ حمد بن عتيق – رحمه الله - في الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع : "وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسانٍ أو رضى بما هم عليه ، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه - من غير الإكراه المذكور - فهو مرتد ، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين" (انتهى) ، وقال في سبيل النجاة والفكاك : "فنهى سبحانه وتعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود والنصارى ، وذكر أن من تولاهم فهو منهم ، أي : من تولى اليهود فهو يهودي ، ومن تولى النصارى فهو نصراني ، وقد روى ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين قال : قال عبد الله بن عتبة : ليتق أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر ! قال : فظنناه يريد هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} إلى قوله {فإنه منهم} … لا فرق بين من تولى أهل الكتابين أو غيرهم من الكفار" (انتهى) .. فما بالكم بمن يقف تحت راية يهودية نصرانية رافضية نصيرية مرتدّة ، على أي دين يكون !!

قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف في الدرر السنية (ج8) : " وأما إن خرج معهم [ أي مع المشركين] لقتال المسلمين طوعا واختيارا ، أو أعانهم ببدنه وماله ، فلا شك أن حكمه حكمهم في الكفر" (انتهى) ..

وجاء في الدرر السنية (ج9) : "مما يوجب الجهاد لمن أتصف به : مظاهرة المشركين ، وإعانتهم على المسلمين بيد أو لسان أو بقلب أو بمال ، فهذا كفر مخرج من الإسلام ، فمن أعان المشركين على المسلمين ، وأمد المشركين من ماله بما يستعينون به على حرب المسلمين ، اختياراً منه ، فقد كفر" (انتهى) ..

قال الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله - في كلمة الحق : " أما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون ، قلّ أو كثر ، فهو الردّة الجامحة ، والكفر الصّراح ، لا يُقبل فيه اعتذار ، ولا ينفع معه تأوّل ، ولا يُنجي من حكمه عصبية حمقاء ، ولا سياسة خرقاء ، ولا مجاملة هي النفاق ، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء. كلهم في الكفر والردة سواء ، إلا من جهل وأخطأ ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين ، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم ، إن أخلصوا من قلوبهم لله لا للسياسة ولا للناس. .. [إلى أن وقال] : ولا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم بأي نوع من أنواع التعاون ، وإن التعاون معهم [أي الفرنسيين] حكمه حكم التعاون مع الإنجليز: الردة والخروج من الإسلام جملة ، أيا كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه" (انتهى) ، فما بالك بمن تعاون مع الإنجليز والفرنسيين والأمريكان الدنماركيين والكنديين والرافضة والنصيرية واليهود والمرتدين !!

وقال الشيخ ابن باز - رحمه الله - في الفتاوى (ج1) : "وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم" (انتهى) .. وقال في الفتاوى الإسلامية (ج4) : "أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء ، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام لقول الله عز وجل {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}" (انتهى) ..

قال الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي رحمه الله : أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يُعتدّ بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا" ... وقال : "وبناء على هذا فإن من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافراً مرتداً عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم" (انتهى) ..

قال الشيخ عبد الله السعد : "وليعلم كل مسلم أن التعاون مع أعداء الله ضد أولياء الله بأي نوع من أنواع التعاون والدعم والمظاهرة يعد ناقضاً من نواقض الإسلام ، دلّ على ذلك كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، ونص عليه أهل العلم رحمهم الله ، فليحذر العبد أن يسلب دينه وهو لا يشعر" (انتهى) ..

وقال الشيخ صالح بن حميد حفظه الله : "ويزداد العجب ، ويغضب الرب ، حينما يتخاذل المسلمون عن نصرة إخوانهم المسلمين المظلومين ، فكيف إذا همّ أو فكّرَ أو تطوّعَ أحدٌ من المسلمين على مشاركة الكافرين بضرب المسلمين ؟! إنها فتنٌ تدع الحليم حيران ، ومصائب تتصدع لهولها الجبال.." (انتهى) ..

قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في الولاء والبراء : "كل من والى كافراً وأعانه وظاهره على مسلم فقد كفر ونقض هذا الأصل "الموالاة" وخرج من دين الله سبحانه وتعالى ، وهذا يصدق أيضاً على من أطْلع الكفار على عورات المسلمين في الحرب وأفشى لهم أسرار المسلمين" (انتهى) ..

وقال الشيخ سفر الحوالي شفاه الله وعافاه : "إن نصرة الكفار على المسلمين بأي نوع من أنواع المناصرة- ولو كانت بالكلام المجرد - هي كفر بواح ، ونفاق صراح ، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام - كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم - غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء" (انتهى) ..

وقال الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره : "وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على أن مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال والذب عنهم بالسنان والبيان كفر وردة عن الإسلام قال تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}. وأي تولٍ أعظم من مناصرة أعداء الله ومعاونتهم وتهيئة الوسائل والإمكانيات لضرب الديار الإسلامية" (انتهى) ..

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر (ج8) : "وقد فرض الله تعالى البراءة من الشرك والمشركين ، والكفر بهم وعداوتهم ، وبغضهم وجهادهم ، {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} ، فوالوهم وأعانوهم ، وظاهروهم واستنصروا بهم على المؤمنين ، وأبغضوهم وسبّوهم من أجل ذلك ، وكل هذه الأمور : تناقض الإسلام ، كما دل عليه الكتاب والسنة في مواضع ، وذكره العلماء رحمهم الله في كتب التفسير والفقه وغيرها ، وعند هؤلاء وأمثالهم أنهم على الدين الذي كانوا عليه لم يفارقوه ، وهذا ليس بعجب ! فقد بين القرآن العزيز أن هذه الحال هي طريقة أمثالهم كما في قوله تعالى {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}" (انتهى) ..

وقال الشيخ عبدالله بن إبراهيم الحميدي حفظه الله : " فاعلم أن من الكفر الواضح بالدليل على من اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين قوله تعالى {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} (الأنفال : 73). وأشد من ذلك كفراً مظاهرة الكافرين على المسلمين ، وأعظم من ذلك كله من يٌوجب مناصرة الكافرين ومساعدتهم والقيام معهم ضد المسلمين.." (انتهى) ..


فيا قادة الجماعات المقاتلة ، ويا قادة الجماعات المجاهدة ، ويا جنود الدول العربية والإسلامية وجنود الجماعات المقاتلة والمجاهدة : إن موالاة أمريكا وحلفاءها ، والدخول تحت رايتها الصليبية في قتال الدولة الإسلامية : ردّة عن الدين بنص كتاب الله تعالى ثم بإجماع أهل العلم قاطبة ، فلا يجوز بأي حال من الأحوال المشاركة في هذه الحرب الصليبية ضد الدولة الإسلامية أو أي جماعة مسلمة مجاهدة أو غير مجاهدة باي نوع من أنواع المشاركة ، فكل هذا محرّم شرعاً وكفرٌ بواح صراح ناقل عن ملّة الإسلام إجماعاً ، بل من شارك الكفار بقلبه فقد نافق نفاقاً أكبراً مخرجاً من الملّة ، فعلى قادة الجماعات المجاهدة أن يتقوا الله تعالى في أمر الجهاد وأمر الأمة ، وأن يكونوا على قدر المسؤولية ، فإن الله تعالى سائلهم يوم القيامة عن كل مسلم يُقتل من هذه الأمة في هذه الحرب - الصليبية الرافضية اليهودية النصيرية الكافرة على الأمة الإسلامية - إن هم تقاعسوا عن نصرة إخوانهم في الدين أو تكاسلوا في توحيد صفوفهم ورصّها في مقابلة عدو اجتمع عليهم ولا يجمعه دين ولا لغة ولا عرق ولا مصير ولا هدف غير عداوة الإسلام وبغض المسلمين !!

من قاتل تحت هذه الراية الصليبية أو أعانها على قتال الدولة الإسلامية فقد انخلع عن ربقة الإسلام وارتد عن الدين : فتُطلّق منه زوجته المسلمة ولا تمكنه من نفسها وتحتجب عنه ، وإتيانها زنى - والعياذ بالله - وأولاده بعد الردّة غير شرعيين ، ويُبغضه المسلمون تديّناً ، ولا يسلّمون عليه ابتداءً ، ولا تجوز الصلاة خلفه ، ولا تُؤكل ذبيحته ، ولا يُمكَّن شرعاً من دخول الحرم ، ولا يجوز له سُكنى جزيرة العرب ، ولا تُقبل منه صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج ولا أي عمل من أعمال الإسلام ، ولا يكون ولياً لأبناءه المسلمين ، وحُكمه الإستتابة ثلاثاً فإن تاب وإلا ضُربت عنقه ولا كرامة ، ويُقاتَل ابتداءً ويُقتل كافراً ، ولا يرثُ مسلماً ولا يرثُه مسلم ، ولا يُصلَّى عليه إن هلك ولا يُدفَن في مقابر المسلمين وإنما تُحفر له حفرة في الصحراء فيُلقى فيها دون توجيه إلى قبلة ، ولا يجوز لمسلم أن يترحّم عليه لأن الرحمة لا تجوز على الكفار ، وإن قُتل على ردّته فهو مُخلّد في النار أبداً والعياذ بالله ، ذلك أن القتال هنا ليس قتال فتنة بين فئتين مسلمتين ، وإنما هو قتال بين الكفر والإسلام ، بين راية صليبية يهودية رافضية نصيرية مرتدة ، وراية إسلامية تمثلها الدولة رغم مآخذ البعض عليها ، فلا يجزو لمن يؤمن بالله واليوم الآخر إلا أن يقاتل في صف الدولة أو يناصرها ضد هذه الراية الكفرية الصائلة على الأمة الإسلامية ، لا على الدولة وحدها كما يعتقد بعض الجهال ..

لا يجوز لمن يستطيع نصرة الدولة الإسلامية - ضد هذه الأحزاب الكافرة ، وهذه الراية الكفرية – التأخر عن نصرتها أو الوقوف متفرجاً والمسلمين يُقتلون ويُقصفون ويُؤسرون وتسبى نسائهم كما حدث في أفغانستان وفلسطين والشيشان والصومال والفلبين وكشمير والعراق ومالي وغيرها من بلاد الإسلام التي استطاع الأعداء تشتيت المسلمين فيها وتمزيق صفوفهم ثم قتلهم الواحد تلو الآخر ، "ما من امرئٍ يخذل امرءً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضِه ، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه ، إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه ، وما من أحدٍ ينصر مسلما في موطن يُنتقَصُ فيه من عِرضِه ، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه ، إلا نصره اللهُ في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه" (حسّنه الألباني في صحيح الجامع) ، وقد رأينا تحقيق هذا الحديث في الجماعات المسلمة – أو التي تدعي الإسلام – التي خذلت "الطالبان" فخذلها الله ، وخذلت "قاعدة الجهاد" فخذلها الله ، والتي خذلت المجاهدين في غزة فخذلها الله وسيخذلها ويكشف سترها ويسلب ملكها ، والجماعة التي ستخذل الدولة الإسلامية في مواجهة "الأحزاب الكافرة" بقيادة أمريكا الصليبية فإن الله لا بد مخزيها ، فهذا يقيننا بكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم بعد إيماناً بوعد ربنا جل وعلا ..

إن قال الجاهل بأن الدولة الإسلامية هي التي جرّت على الأمة هذه الحرب فنقول : هل كانت الدولة الإسلامية سبباً في احتلال الصليبيين للعراق وتمكين الرافضة وقتل المسلمين وهتك أعراض المسلمات لسنوات صمَت فيها العالم !! هل كانت الدولة سبباً في سكوت العالم عن مجازر النصيرية في سوريا وإمدادهم بالمال والسلاح الذي منعوه عن المسلمين !! هل كانت الدولة الإسلامية سبباً في بغض وحنق اليهود والنصارى والمرتدين على الإسلام والمسلمين أم أن هذا البغض والحنق كانا قبل الدولة !! هل الصليبيون والمرتدون حاربوا الإسلام قبل الدولة أم بعدها فقط !! هل قَتْل المسلمين في العراق وأفغانستان والشيشان واليمن وبورما والصين والفلبين وفلسطين وجزيرة العرب والمغرب الإسلامي وإيران وطاجيكستان وأوزبكستان والقوقاز والبلقان وغيرها من بلاد الإسلام كان قبل الدولة أم بعدها !! هل توقف قتل المسلمين يوماً في العراق أو سوريا قبل قيام الدولة الإسلامية وإعلانها الخلافة أم أن قتل المسلمين وهتك أعراضهم كان قائماً لعقود من حكم النصيرية والبعثية ومِن قبلهما الإحتلال البريطاني والفرنسي !! البعض يقول بأن الدولة الإسلامية أعطت هؤلاء سبباً للتدخّل ، فنقول : ما هو سببهم للتدخل قبل قيام الدولة الإسلامية ، وقبل أن يولد أميرها البغدادي ، بل قبل أن يولد أباه وجده !! أليس الله تعالى يقول في كتابه {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة : 217) ، فهل هذا قبل قيام الدولة أم بعدها !! ألم يقال هذا في الحرب ضد "قاعدة الجهاد" و"طالبان" !! ألم يقال هذا في الحرب الأخيرة ضد غزّة ... أم نسينا !!

لو أن أهل الحق أعملوا عقولهم ونظروا بنور قلوبهم إلى مكر عدوهم وكيده بهم لأدركوا أنها حرباً دينية عقدية ذكر حقيقتها ربنا تعالى في كتابه ، ولم تكن يوماً حرباً على "قاعدة الجهاد" أو "الدولة الإسلامية" أو "طالبان" أو "أسامة" أو لإرساء الديمقراطية والعدالة والحرية والقيم الإنسانية ..

لو أن أهل الحق تجرّدوا لله تعالى وداسوا على حظوظ أنفسهم وأهوائها وكبريائها وابتغوا الآخرة وطلّقوا الدنيا لكان الإتفاق والتلاحم بينهم ..
ولو أن أهل الحق ترفّعوا قليلاً عن سفاسف الأمور واختاروا معاليها لعلموا أن الدنيا لا تساوي كل هذه الجعجعة ، وأن الآخرة هي الحيوان ..
ولو أن أهل الحق درسوا التأريخ ، وأخذوا العبرة من الأحداث السابقة لعلموا أن مكر الأعداء لا يتغيّر ، وإنما يسقط في الحفرة من مشى بغير بصيرة ..
ولو أن أهل الحق علموا أن أمتهم واحدة ، وأن عدوهم واحد ، وأن مصيرهم واحد ، لأدركوا حكمة الله البالغة في قوله تعالى {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف : 4) ..
ولو أن أهل الحق أدركوا أن الأمر ليس أمر شخص أو قائد أو جماعة أو حزب ، وإنما الأمر أمر الأمة والدين : لتعالوا عن بعض المكاسب الشخصية والحزبية الضيقة ..
ولو أن أهل الحق علموا أن المطلوب منهم ليس الحفاظ على بعض المكتسبات الجزئية -كما يعتقدون – وإنما هدفهم الشرعي هو الظهور على الدين كله وعلى سائر الأمم لتكون تحت قهر المسلمين فتُحكم الأرض بشرع رب العالمين ..
لو علم أهل الحق أن الله تعالى ينصر من ينصره فقط ، وأن الأمر ليس بالدعاوى اللفظية ولا بالأماني ، بل بالتطبيق الكامل للنصوص الشرعية التي تدعوا إلى الوحدة والإئتلاف وتنهى عن التنازع والاختلاف ، فمن أصر على الإختلاف : فشل وإن اجتمع له جنود الأمة وعتاد الأرض كلها ، فالله قضى وحكَم ولا معقّب لكلماته وحكمه جل وعلا ..
لو علم أهل الحق بأن من يوسوس لهم بالفرقة والتنازع وتعظيم الهوة بين المسلمين هو من شياطين الإنس الذين لا يريدون لهذه الأمة الخير ولا يرجون لها النصر : عندها يكون البراء من هؤلاء المندسّين الماكرين بالمسلمين وإبعادهم والتخلّص منهم واجب شرعاً وعقلاً ..
لو علم أهل الحق حقيقة القسام وعزام وأسامة وخطاب وأحمد ياسين وشامل والزرقاوي وأبو عمر البغدادي وابو الزبير المختار – رحم الله الجميع وتقبلهم في الشهداء – لعلموا أن الأمر أغلى من هذا التنافس على بعض المناطق أو بعض الأفراد والمناصرين ، ولأدركوا أن علوّ المنزلة والشهادة لا تكون إلا لأهل الإخلاص والريادة في الدعوة إلى جمع الكلمة ووحدة الصف المسلم ..
لو علم أهل الحق حقيقة الدين لأعملوا حسن الخلق في تعاملهم مع المسلمين من خفض الجناح ، والذل ، وحسن الظن ، والنُّصرة ، والتودد ، وقضاء الحاجة ، والولاية ، والمحبة في الله ، والأخوّة الإيمانية ، والإيثار ، والرحمة .. ولابتعدوا عن سوء الظن ، والتناحر ، والتنابز بالألقاب ، والغيبة ، والنميمة ، والفرقة ، والإختلاف ، والحسد ، والاقتتال ، والطعن ، واللعن ، والفحش ، والبذاءة ، والفتنة ، والعصبية الجاهلية لحزب أو جماعة بدلاً من تحزّبهم للإسلام ولعامة المسلمين ..


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.orliine.net
scorpion
عضو ماسي
عضو ماسي
scorpion


عدد المشاركات : 6148
جنسيتك : الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Oooooo10
الجنس - : ذكر
النقاط : 7514
التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 01/07/2014

الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: __1   الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Emptyالأحد 7 سبتمبر 2014 - 19:40

جزاكم الله خيرا
الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية 4
الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية 128711691410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr Zooma
عضو شركة اورلاين

Dr Zooma


عدد المشاركات : 169
جنسيتك : الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Egypt10
الجنس - : ذكر
النقاط : 169
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 08/11/2014

الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية   الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية Emptyالإثنين 10 نوفمبر 2014 - 19:00

شكرا لك اخي موضوع راااااااائع !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "الدولة الإسلامية" يضيق الخناق على ثالث كبرى المدن الكردية بسوريا
» كم عدد الحملات الصليبية على العالم العربي؟ ثمان حملات
» كم عدد الحملات الصليبية على العالم العربي؟ ثمان حملات
» الحرب علي غزة ‬‎ 6/14/2014
» الحرب الالكترونية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شركة اورلاين :: الأقسام العامة :: القسم العام-
انتقل الى: