" عن الاصبغ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أوحى الله تعالى إلى داود:
يا داود تريد وأريد، ولا يكون إلا ما أريد، فإن أسلمت لما أريد أعطيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد "
هذا الحديث هو في مقام بيان التسليم والرضا بقضاء الله وقدره وهو من صفات المؤمنين الحقيقيين الذين يسلمون لأمر الله وقضاءه وإن كان على خلاف أرادتهم ورغباتهم وتصوراتهم فقضاء الله نافذ على كل حال سلم له العبد اولا ففي إكمال الدين :عن الصّادق (عليه السلام) قال: من رضي القضاء، أتى عليه القضاء وهو مأجور . ومن سخط القضاء، أتىعليه القضاء وأحبط الله أجره.
وفي الكافي: عن الصّادق (عليه السلام): قال الراوي: قلت له: بأيّ شيء يعلم المؤمن أنّه مؤمن ؟ قال بالتسليم لله، والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط.
والرضا بالقضاء لا يتنافى مع الدعاء فسبحانه وتعالى هو مبدل الأحوال من حال الى حال وهو القائل:
(يدعوننا رغباً ورهباً) ولكن هذا لا يعني حتمية استجابة الدعاء فقد تكون لدى الأنسان موانع من استجابة الدعاء
كعقوق الوالدين مثلا .
أوقد تكون مصلحة الانسان في عدم أستجابة الدعاء فالأنسان غير مطلع على المصالح والمفاسد الواقعية ويطلب ويدعو الله لشيء قد يكون فيه هلاكه أو ضرره وشقائه من دون ان تكون له منفعة فيه وهو لا يعلم بذلك وهذا في حد ذاته نعمة كبيرة من الله تستحق الشكر لتجنيب عبده الضرر والشقاء .
ثم إن عدم إستجابة الدعاء لا يعني إن الإنسان سيحرم من ثواب ذلك الدعاء بل الأمر عكس ذلك فمعنى بعض الروايات الشريفة إنه لو أطلع العبد على أجر وثواب الدعاء الذي لم يستجاب له لتمنى إنه لم يستجاب له دعاء قط