بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
فهذه مظاهر الشرك في الغرب الجزائري,أذكرها مع أدلة تحريمها حتى يحذرها من لا علم عنده بها وحتى ينكرها من يقف عليها ممن ابتلوا بها في جهتهم,والله الموفق للصواب.
1-دعاء غير الله:وبما أن الدعاء هو أهم شيء في العبادة,لقول النبي-صلى اللهعليه وسلم-:{الدعاء هو العبادة } رواه الأربعة وصححه الترمذي[3372]، فإن صرفه لغير الله من أعظم المنكرات,وصاحبه لا أضل منه كما قال تعالى:{ ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لايستجيب له إلى يوم القيمة وهم عن دعائهم غافلون}سورة الأحقاف الآية[5].وصوره كثيرة في غربنا:
-التوجه إلى الضريح,وسؤال المقبور مثل أن يقول:يا سيدي قادة أعطني الأولاد!!! [1]
قال الحكمي:وإن دعا المقبورَ نفسَه فقد***شرك بالله العظيم وجحد
لن يقبل الله تعالـــى منه***صرفا ولا عدلا فيعفو عنه
إذ كل ذنب موشك الغفران*** إلا اتِّخاذ الند للرحمن
-دعاء المْرابْطاتْ:وهي أشجار يعلق عليها الكتان والخيوط والأحبال,وتقصد بالدعاء وأنواع التضرعات.
-دعاء الشمس:يا شْميسَة أعطني سن الغزال وخذي سن الحمار.هذا الدعاء يعلمه الآباء والأمهات لأبنائهم حينما ينزعون لهم أسنان الحليب.وهو شرك ظاهر.
-قولهم: يا رسول الله:وهذا نداء,وهو دعاء غير الله,ولا يصح,ولو لملك مقرب أو نبي مرسل.
-يا الوالدين:وهذا أيضا لا يجوز لأنه دعاء لغير الله.
-سِيدَ اقْدَحْ اعْطيني خُبْزَهْ ولَّا نَرْدَحْ:وهو قول بعض الأولاد,يخاطبون ما يسمى بقوس قزح.
-يا مولاي احمد الرفاعي اعْطِينا رْضَاكْ:وهذا الدعاء الشركي يدعو به أصحاب الطريقة الرفاعية {حمداوة}.
-يا سيدي بن عيسى: وهذا الدعاء الشركي يدعو به أصحاب الطريقة العيساوية {عيساوة} وهم المعروفون بحمل الأفاعي,مخالفين بذالك قول النبي صلى الله عليه وسلم:{أُقتلوا الحيات كلهن فمن خاف ثأرهن فليس مني} رواه أبو داود [5249] وصححه الألباني.
2-الإستعانة بغير الله:وهي طلب العون من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله,وصورها عندنا في الغرب الجزائري كثيرة,أشهرها:
-يا مُوْلَى عبد القادر:ويقولون هذا عند إرادة القيام,وفيه محذوف مقدر تقديره:يا مولى عبد القادر عَاوَنِّي أي{ أعنِّي}وهذا دعاء ميِّتٍ لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وهو شرك بالله سبحانه وتعالى.
- يا مَّا خَيْتِي: معنى ذلك:يا أمِّي ويقولون هذا عندما يريدون القيام,وهي في هذا الموطن على ثلاثة أضرب:
1-أن تكون هذه الأم المستعان بها حيَّةً,واقفة أمام المستعين فمدَّ يده وطلب منها أن تعينه على القيام,فهذا لا بأس به وهو من الإستعانة بالحي القادر فيما يقدر عليه.
2-أن تكون هذه الأم المستعان بها حيةً تُرزَق لكنها غائبة غير حاضرة,فهذا لا شك في تحريمه والمنع منه.
3- أن تكون هذه الأم المستعان بها ميِّتةً,وناداها{آمّا خيتي} يا أمي مستعينا بها من دون الله,فهذا شرك بالله تعالى,لا أضل من صاحبه كما في آية الأحقاف.
-يا بَّا خَيِّي:أي يا أبي وهذا يقال فيه مثل ما قيل في الإستعانة بالأم.
-يا بَنْ عمِّي:هذا يقولونه حال التعجب من الشيء,وإن كانوا لا يقصدون معناه إلاَّ أننا نهينا عن الألفاظ الشركية,تحقيقا للتوحيد وحماية لجنابه .
تنبيه:يلحق بهذا الباب,كل الإستعانات بالأولياء والجن والشياطين كقولهم:يا سيد الحاج عبد الكريم أو يا سيدي مرزوق –هذان بسعيدة-أويا سيدي عيسى أويا سيدي اعْلي بن عُومر أو يا سيدي قادة بمعسكر, أو يا سيدي امحمد بن عودة أو يا سيدي عابد بغيليزان,أو يا سيدي الهواري بوهران أو يا سيدي بومدين بتلمسان.وكما قال الشيخ حماني-رحمه الله-{وليعذرني الإخوة الذين لم أذكر آلهة بلدانهم وهم ألوف}.
3-الذبح لغير الله:ليعلم المسلم أن الذبح عبادة,لقوله تعالى{فصل لربك و انحر} سورة الكوثر الآية{2} لا يجوز أن تصرف لغير الله,لقوله عليه الصلاة والسلام:{لعن الله من ذبح لغير الله} رواه مسلم{1987}.وصوره في الغرب عندنا كثيرة منها:
-الذبح للولي أيام الزردات و الوعدات:وهذا شرك بالله تعالى,إذ الذي يقصد بالذبح له هو الله-جل وعلا-.
-الذبح للجن:وهذا لهم فيه أغراض كثيرة :
1-يذبحون للجن ليشفى مريضهم,وهذه تسميها العامة عندنا {النشرة},وهذا هو لقبها العلمي الذي تعرف به,وقد جاء فيها حديث في سنن أبي داود عن جابر بن عبد الله قال:سئل النبي –صلى الله عليه وسلم-عن النشرة فقال:{هي من عمل الشيطان} رواه أحمد[13721] وأبو داود[3868] وحسنه الحافظ في الفتح وصححه الألباني.وغالبا ما تكون الذبيحة دجاجة تسميها العامة{دجاجة نوار الفول} لأن ريشها يشبه زهر الفول,فيه بياض وفي أقصاه سواد.
تنبيه:لا يجوز لمن كان عنده هذا النوع من الدجاج أن يبيعه لغرض النشرة.إذ فيه تعاون على الشرك بالله-عز و جل.
وهذه النشرة تكون بأمر من السحرة,وفي كثير من الأحيان يأمرهم الساحر أن لا يذكروا اسم الله عليها.
2- يذبحون خوفا من الجن أن تصيبهم وأولادهم بمكروه.وغالبا ما يذبحون هذه الذبائح عند حفر أساس البيت,ويقولون:نَذَّبْحُو بَاشْ ما تُخْرُجَنَّاشْ في اولادنا أي كي لا تصيبنَّ الجنُّ أولادنا.
3- يذبحون في الحاسي {البئر} كي لا تذهب الجن بمائهم.
4- يذبحون في القناطر والجسور حتى تخفف الجن عنهم حوادث المرور!!!.
5- يذبحون للجن حتى يحصلوا على الأموال المدفونة{الركاز},وهذا منتشر عندنا بكثرة,وهو شرك صريح إذ أنهم يذبحون تقربا إلى الشياطين المستعملة على هذه الكنوز,حتى تخلي بينهم وبينها.وكما يقول ابن القيم في الزاد[فإن أغلب هذه الكنوز قد استُعمِلت عليها أرواح شريرة سفلية,لا تقهرها إلا أرواح علوية شريفة].
6- يذبحون للجن حتى تفك مربوطهم الذي ربط ليلة زفافه.
4- الخوف من غير الله:والمقصود هنا خوف العبادة,قال العلامة بن عثيمين: النوع الثاني: خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى. وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر, النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك. إتحاف ذوي العقول بجامع شروح ثلاثة الأصول[ص317].ط دار الإيمان الإسكندرية.
وهذان النوعان لهما في مجتمعنا صور منها:
- الخوف من الأولياء والأضرحة:قال الشيخ صالح آل الشيخ:أن عباد القبور و عباد الأضرحة وعباد الأولياء يخافون أشد الخوف من الولي أن يصيبهم بشيء إذا تنقص الولي,أو لم يقم بحقه.إتحاف ذوي العقول بجامع شروح ثلاثة الأصول[ص319].ولحوفهم من الأولياء صور فيقولون:
- كُونْ مَا نْديرشْ الوعدة يخرج في الوليّ,أي:لو لم أفعل الوعدة للولي فإنه يصيبني بمكروه,أو مصيبة,وهذا شرك أكبر على ما ذكره أهل العلم في خوف السر .
- لا تفعلوا القبائح فإن الشيخ{الفلاني} يرانا,وهو بعيد عنهم بمئات الكيلومترات,وهذا أيضا شرك أكبر,لأنهم قد أعطوا الشيخ مرتبة الألوهية,والدليل قوله تعالى:[ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم].
- الخوف من الجن:ذكر أهل العلم أنه على قسمين:
- 1- يخاف من الجن,لكنه يستعيذ بالله من شرهم,فهذا خوف طبيعي ليس بشرك.
- 2- يخاف من الجن,لكنه يذبح لهم,ويستعيذ بهم ويستغيث,فهذا شرك أكبر.شرح الشيخ هيثم على الأصول الثلاثة.
- ويلحق به الخوف من الغول,وهو واحد الغيلان وهي من شر الشياطين.قاله الحكمي.
-الخوف من الدراويش:ويعتقدون فيهم القداسة,وأن لهم مكاشفات,وأنهم إذا أوذوا فقد يُمرِضون,وينتقمون بدون أسباب معلومة,وإذا رضوا جاؤوا بالخير العميم,والسر الكتيم.فلا إله إلا الله!!!.
5- الحلف بغير الله:وهو يكون شركا أصغر وقد يكون أكبر,قال العلامة ابن عثيمين-رحمه الله-:والقسم بغير الله إن اعتقد الحالف أن المقسم به بمنزلة الله في العظمة فهو شرك أكبر,وإلا فهو شرك أصغر.القول المفيد{2/92}.ط المكتبة الإسلامية.القاهرة.
وللحلف بغير الله في غربنا الجزائري صور كثيرة منها:
- حقْ سيدي مرزوق,حق سيدي عبد القادر,حق سيدي قادة,حق سيدي امحمد بن عودة...
- حق هذا الخير:ويقصدون به الحلف بالطعام المقدم للأكل.
- حقْ اسْمَكْ العْزيز.
- حق الكعبة:ومنهم من يقول:حق القبلة,ومن حق الكعبة التعظيم بما عظمها الله به,ولا يجوز أن يحلف بعظمة الكعبة.
- بْراسْ بَّا:أي الحلف برأس الأب.فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال:[لا تحلفوا بآبائكم,من حلف بالله فليَصْدُقْ,ومن حلف له بالله فليرض,ومن لم يرض فليس من الله]رواه ابن ماجه{2101}وصححه الألباني في صحيح الجامع {7247}.
- بْراس مَّا:أي الحلف برأس الأم.
- حقْ الجامع:أي حق المسجد وهذا حلف بغير الله.لا يجوز.
6-النذر لغير الله:النذر عبادة,و صرفه لغير الله شرك بالإجماع,قال شيخ الإسلام:{وقد اتفق العلماء على أنه لا يجوز لأحد أن ينذر لغير الله,لا لنبي ولا لغير نبي,وأن هذا النذر شرك لا يوفِّي به}.
ولهذا النذر الشركي صور كثيرة في غربنا الجزائري:
- نذر القرابين,وذبحها على عتبات القباب والأضرحة,وقد يطبخون هذا اللحم أو يشوونه ويأكلونه تطببا,أو يقسِّمونه بنية الشفاء لأجل أنه منذور للولي.
- يقولون:يا سيدي قادة, إن أعطيتنا ولدا فماشيتك علينا كل سنة,بمعنى أنهم ينذرون شاة لهذا الضريح كل سنة.
- نذر الشموع:ويوقدونها ويتركونها موقدة داخل القبة التي يوجد فيها الضريح,أو داخل الحويطة{وهي حجارة مبنية على شكل دائري مرتفعة مترا أو أقل},يزعمون أن الولي الفلاني قد توضأ في هذا المكان أو قضى حاجته,أو استظل !!!.
- نذر الدجاج وهو حي:يأتون به,ويطلقونه أمام القبة,وهذا أشبه بالناقة السائبة التي كانت العرب تنذرها لآلهتها,وتسيبها وتحرم ركوبها.وهذا موجود عند ولي-ربك أعلم بصلاحه- بناحية مدينة سيق يدعي سيدي داود.فإذا مررت بهذا الولي,ترى الدجاج مسيَّباً يجري هنا وهناك.والزيارات لطلب الشفاء والأولاد قائمة,والله المستعان.
- نذر الأموال:وهذا النذر يكون من الناس الزائرين,أو المارين في السيارات,فأما الزائرون فينذرون الأموال فيدعونها عند الأضرحة أو في الصناديق المعدة لنذور الأموال.
وأما السائرون على متن السيارات,فيرمون بالأموال من نوافذ سياراتهم,فيتلقاها بعض الصبيان,والبطالين,ويتسابقون لأخذها وربما حدثت بينهم المعارك الدامية لأجل هذه الدنانير.