تلقت الكرة الأوروبية ضربات قوية خلال الدور الأول من كأس العالم، فخسرت منتخبات تمثل قوة أساسية فيها، مثل اسبانيا وانجلترا وإيطاليا والبرتغال، ليتبقى 6 ممثلين للقارة العجوز فقط، ويتحدث كثيرون عن تحول البطولة إلى كوبا أمريكا بدلاً من كأس العالم.
6 منتخبات في دور الستة عشر، نفس الرقم كان موجوداً في مونديال 2010، ثم كانت النهاية أوروبية خالصة، بوصول 3 فرق إلى نصف النهائي، ثم كان عقد النهائي أوروبي، واحتلت المانيا المركز الثالث ليكون المونديال الأفريقي، أوروبي التتويج بشكل مطلق.
اليوم تبدأ أوروبا ثورتها المضادة مستفيدة من تناحر اللاتينيين فيما بينهم، فالبرازيل أطاحت بتشيلي وكولومبيا أطاحت بالأرجواي ،أما هي فخدمتها الظروف كي لا يكون هناك أي مواجهة أوروبية - أوروبية لأول مرة في تاريخ كأس العالم في دور الستة عشر، على العكس مما جرى في 2010 من مواجهات أوروبية جمعت المانيا وانجلترا، واسبانيا والبرتغال، وهولندا وسلوفاكيا.
المنتخب الهولندي يقود الثورة المضادة عندما يواجه المتألق في الدور الأول المكسيك، حيث يدرك لويس فان جال قوة المنتخب الأخضر الذي بعث من جديد بعد تصفيات سيئة خاضها للتأهل، وكلاهما يلعب بنفس العقلية ونفس الشكل، والفائز ستكون طريقه شبه ممهدة لنصف النهائي.
اليونان، المنتخب الصامت الهادىء المستفيد من فلسفة أجداده يحاول تأكيد عدم تأهله بحظ الدقيقة الأخيرة أمام ساحل العاج، وذلك عندما يلعب أمام كوستاريكا، فيسعى الإغريق إلى إثبات امتلاكهم فكراً يستطيع الإطاحة بصاحب أكبر مفاجأة في كأس العالم حتى الآن.
أما المانيا فهي تواجه الممثل العربي الوحيد الجزائر، لقاء بطعم الثأر، ويدرك العالم تفوق الماكينات من حيث الجودة والتاريخ الكروي، لكن الروح التي أظهرها فيغولي ورفاقه تبدو خطيرة للغاية على مرمى مانويل نوير.
وتملك فرنسا فرصة الوصول إلى دور الثمانية والذي كان الهدف المحدد من قبل مدربه ديديه ديشامب قبل انطلاق البطولة، حيث سيواجه الديوك نسور نيجيريا، وما قدمه الفرنسيون في الدور الأول يقول إن بنزيما ورفاقه قادرون على المضي بعيداً.
وأما سويسرا فهي الحلقة الأضعف أوروبياً في دور الستة عشر، حيث تواجه ميسي المستيقظ ومنتخبالأرجنتين المرشح لكأس العالم، وعند إدخال عنصر اللعب في أمريكا الجنوبية تصبح مهمة شاكيري وانلير ورفاقهم صعبة للغاية.
وتبقى بلجيكا صاحبة العلامة الكاملة في الدور الأول، مطالبة بإثبات صحة كلام كثيرين عن قدرتها المضي بعيدا في البطولة، حيث تواجه المنتخب المنظم تكتيكياً وصاحب الأداء القوي في الدور الأول، الولايات المتحدة الأمريكية.
ولو سارت الأمور بنهج منطقي في دور الستة عشر، وأثبتت أوروبا أنها استوعبت صدمة وفخ الأمازون البرازيلي، فإن 4 منتخبات أوروبية على الأقل قد تتواجد في دور الثمانية، مما يعيد التوازن المطلق إلى البطولة، ويتوقف سيناريو تسميتها بكوبا أمريكا!