نساء السلف وحالهن مع الحجاب
هل سمعت لـ عائشة رضي الله عنها وهي تقول: [رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:31] شققن أزرهن فاختمرن بها]
كما في صحيح البخاري، وهل جهلت أو تجاهلت قول عائشة: [كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه] كما في مسند أحمد وأبي داود وابن ماجة، وقول فاطمة بنت المنذر: [كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق] كما في الموطأ لـ مالك، هل قرأت أو تعاميت عن قول ابن عباس وعبيدة السلماني رضي الله عنهما: [أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة] انتهى كلامهما من تفسير الطبري.
إنها الدلائل البينات والبراهين الواضحات للمسلمات العاقلات اللاتي رضين بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، أما التي في قلبها مرض فقد أغلقت قلبها وسمعها عن نداء الكتاب والسنة (لقد تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله وسنتي) كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت! أيها الغيد! إنه الحجاب الأمر السماوي نزل من السماء وليس من فرنسا، عز وفخر لكل مسلم ومسلمة، إنه الإسلام الذي لا يتغير بتغير الحدود، ولا يهتز بركوب طائرة اتجهت للغرب أو للشرق، مسكينة تلك التي في الطائرة ركبت، وحجابها نزعت، وعن شعر رأسها حسرت، إنها الحضارة والتطور زعمت، وهي ليست بالطائرة فقط بل أصبحنا نراها وللأسف في الأسواق والمناسبات وإن كانت نشازاً
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وآخرُ دَعْوانا أنِ الحَمْدُ لله رَبِّ العالمينَ،
والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمُرسلين محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبِه أَجْمَعينَ.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
المصدر :
الكتاب : دروس للشيخ إبراهيم الدويش
المؤلف : إبراهيم بن عبد الله الدويش